زاد الاردن الاخباري -
قال رئيس اتحاد المزارعين عودة الرواشدة انه على الرغم من وقوع الاردن ضمن تأثير مناخين متضادين مناخ البحر الابيض المتوسط والمناخ الصحراوي فان الزراعة في الاردن كانت منذ الاف السنين المهنة الاساسية للسكان والتي تحولت مع مرور الزمن الى طريق حياة ومصدر اساسي للقيم وضابط للسلوكيات.
وبين الرواشدة ان الاكتشافات الاثرية تشير ان الانسان قد قام ببناء تجمعاته السكانية الزراعية على الارض الاردنية قبل ما يزيد على سبعة الاف عام وان الاهتمام بالزراعة قد تطور مع تأسيس الممالك القبلية العربية قبل حوالي اربعة الاف سنة ولكن النقلة النوعية في اطار الاهتمام بالزراعة الاردنية كان مع قيام مملكة الانباط والتي قدس ملوكها الزراعة واجلوا من عمل بها وللتأكيد على ذلك اطلقوا لقب الحارث على انفسهم وقد وضع الانباط قواعد متقدمة جدا لادارة المياه والزراعة مكنتهم من الاستفادة جدا من مياه الامطار التي تتساقط على المنطقة في تنفيذ مشاريع زراعية مازالت شواهد على ريادتها ماثلة للعيان حتى هذا الوقت من الزمن وبقيت الزراعة على مدى قرون طوال الركن الاساسي الذي يعتمد عليه المجتمع الاردني في معيشته رغم ما اتاحه الموقع الجغرافي المميز للاردن من فرص اخرى للعيش وفق نشاطات مختلفة مثل التجارة وخدمة قوافل الحجيج.
واشار الرواشدة انه عند تشكيل الدولة الاردنية الحديثة مطلع القرن الماضي كان المزارعون يشكلون 85 بالمئة من المجتمع الاردني والذين تمسكوا بالارض وزراعتها رغم جميع المعوقات التي كانت تواجههم قبل قيام الدولة وخاصة اواخر القرن العثماني.
واكد الرواشدة إن الزراعة الاردنية كانت دائما الرائدة على الصعيد العربي حيث حقق الاردن الاكتفاء الذاتي وفائضا في انتاج سلع زراعية عدة في مقدمتها الخضراوات والفواكه وزيت الزيتون وبيض المائدة واللحوم البيضاء ولكن خللا حدث في انتاج المحاصيل الزراعية (الحبوب والمحاصيل الحقلية) حيث انخفض انتاج هذه المحاصيل بسبب عوامل عدة في مقدمتها العوامل المناخية والزحف العمراني على الاراضي الزراعية الخصبة.
وبين ان المزارع الاردني سجل شرف السبق في التنبه لاهمية ترشيد استهلاك المياه عندها بادر الى استخدام التقنيات الحديثة للري بالتنقيط.
وعلى الرغم من الخصوصية الزراعية المتفردة التي تمنحها حفرة الانهدام (منطقة وادي الاردن) للزراعة الاردنية والتي تمنح المزارع فرصة الانتاج في الوقت الذي تغطي فيه الثلوج جل الكرة الارضية فأن المزارعين الاردنيين قد توسعوا في الزراعات المحمية بشكل ملحوظ.
واضاف الرواشدة ان الاردن يعتبر من الدول الرائدة في مجال التطور الزراعي والذي اسهم في تحقيقه البحث العلمي وعمليات نقل التكنولوجيا والتي ادت جميعها في تمكين الاردن من انتاج بذور واشتال محسنة ذات ميزات عدة ومنها وفرة الانتاج والقدرة على مواجهة الظروف البيئية الصعبة.
وبين ان اقرار الاستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية عام 2001-2010 ومباركتها من قبل الملك عبد الله الثاني ابن الحسين جاء لينتهي الاختلال الذي طرأ على السياسات والقرارات الرسمية ذات التماس بالشأن الزراعي ولتضع هذه الوثيقة ذات الاهمية الخاصة الارضية الصلبة التي سيتم الانطلاق منها لاعادة الاعتبار للزراعة الاردنية بعدما تراجع مستوى الاهتمام الزراعي الرسمي بها في العقود الاخيرة بشكل ملحوظ.
واعرب الرواشدة عن امله ان تكون الاستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية الطريق الذي يتم من خلاله اعادة مستوى الانتاج الوطني من الحبوب والمحاصيل العلفية الى المستويات التاريخية وبما يؤمن الاكتفاء الذاتي منها وان تكون قاعدة انطلاق لايجاد شركات التسويق الوطنية القادرة على تصريف فائض الانتاج الزراعي حيث ان الاردن قد حقق فائضا من انتاج الخضراوات والفواكه وصل الى اكثر من نصف مليون طن سنويا بالاضافة لحوالي (20) الف طن من زيت الزيتون.
ويساهم القطاع الزراعي بما نسبته 28 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي بإحتساب الانشطة المرتبطة بالزراعة ويشكل مصدر دخل لما يقارب 25 بالمئة من السكان ويوظف 8 بالمئة من العمالة المحلية وتجاوز الاكتفاء الذاتي 130 بالمئة من الخضراوات, 101 بالمئة من البيض و99 بالمئة من لحوم الدواجن و93 بالمئة من الفاكهة كما كان الاردن يحقق فائضا من انتاج الحبوب واللحوم حتى اواسط السبعينيات غير ان ذلك تراجع لاسباب عديدة يجري العمل على ايجاد حلول ملائمة لها.
تأسيس الاتحاد
وحول تأسيس الاتحاد قال الرواشدة شكل تأسيس الاتحاد مظلة اهلية للمزارعين او اتحاد يجمع شملهم مطلب مستمر عبر العقود وتحديداً منذ عام 1932 حيث قام عدد من المزارعين في عقد الاجتماع الاول في لواء الكورة في شمال الاردن للمطالبة بتأسيس اتحاد للمزارعين ومحاولة اخرى عام 1949 في محافظة العاصمة عمان الى أن جاءت المحاولة الثالثة في اوائل عقد التسعينيات وحتى استجابت الحكومة لمطالب المزارعين بتأسيس الاتحاد عام 1997 بصدور القانون رقم (19) وتعديلاته.
وادير بوساطة لجنة حكومية لمدة عامين للاعداد لاقامة فروع الاتحاد وانتخابات المجلس في نهاية 1999 وباشر اعماله كهيئة اهلية له شخصية اعتبارية ذات استقلال مالي واداري يهدف الى إتاحة المجال لمشاركة اكبر عدد من المزارعين وتجميع جهودهم وتوجيهها ورعاية مصالحهم وتقديم الخدمات لهم للمساهمة في تطوير القطاع الزراعي وتنميته.
تعريف الاتحاد
وعرف الرواشدة الاتحاد انه ووفق القانون رقم 19 لسنة 1997 وتعديلاته هو هيئة أهلية شعبية غير حكومية ويعتبر الهيئة الممثلة لشريحة المزارعين في جميع محافظات المملكة بالاضافة الى فرع خاص لمنطقة وادي الاردن ذات البعد الزراعي الاستراتيجي.
وللاتحاد بموجب القانون شخصية اعتبارية خاصة وهو مستقل ماليا واداريا ويمارس نشاطاته واعماله التجارية لاعتبارات غير ربحية حيث يهدف الى خدمة قطاع المزارعين ومساعدتهم على تطوير مستواهم المعيشي وتنمية القطاع وتحسين مستويات اسهامه في مجمل الدخل القومي.
والاتحاد كذلك وحسب بنود قانونه يعمل من خلال مجلسه العام ومجالس فروعه على خدمة المزارعين في الريف والبادية دون اشتراط ان يكون الحاصل على الخدمة عضوا فيه وان كانت مجالس الفروع المنتشرة في جميع مناطق المملكة تبذل جهوداً حثيثة لتوسيع قاعدة العضوية وكسب اكبر عدد من المزارعين كأعضاء في الاتحاد.
واستناداً لكونه الهيئة الشعبية الوحيدة المعنية بقطاع المزارعين فإن الإتحاد يسعى لتحقيق الاهداف التالي:
اعادة الاعتبار للزراعة على اساس انها مهنة اساسية للاردنيين وطريق حياتهم,إتاحة المجال لمشاركة أكبر عدد من المزارعين في اعمال الاتحاد ونشاطاته, تجميع جهود المزارعين وتوجيهها ورعاية مصالحهم وحمايتها والدفاع عنها, تحقيق التنمية الزراعية المستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية والبيئية, تلمس احتياجات المزارعين وتقديم الخدمات لهم وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الزراعة وضرورة المحافظة على الاراضي الزراعية, التصدي للمشاكل التي تواجه القطاع الزراعي بالدراسة والتحليل ووضع الحلول الملائمة لعلاجها, تأهيل وتدريب الشباب الاردني على العمل بالمهن الزراعية وإكسابهم المعرفة التي تتيح لهم الانخراط في العمل الزراعي, إتاحة المجال امام المزارعين الشباب للاطلاع على التجارب الزراعية في الوطن العربي والعالم,التعريف بالميزة النسبية للزراعة الاردنية والترويج للمنتج الاردني في مختلف الدول العالمية لزيادة الصادرات البستانية.
وعن ادوات ووسائل تحقيق الاهداف بين الرواشدة انها
بناء القدرات المؤسسية للاتحاد ورفده بالكوادر المؤهلة,ايجاد مصادر دخل ثابتة للاتحاد,اعادة المشاريع وتنفيذها بعد ايجاد التمويل اللازم.
تأسيس او المشاركة في تأسيس الشركات الخاصة بمستلزمات الانتاج والتسويق والتصنيع الغذائي, اقامة الاسواق والمعارض الخاصة ببيع المنتج الزراعي, تأسيس الغرف الزراعية, تأسيس صندوق دعم المزارع ومواجهة المخاطر, اقامة مراكز التدريب الزراعي, اقامة مراكز المعلومات الزراعية,الاستمرار في اصدار مجلة صوت المزارع
تنظيم حملات توعية, اطلاق موقع خاص بالاتحاد على شبكة الاتصالات الدولية (الانترنت), وحاليا يوجد هذا الموقع,عقد عدد واسع من الندوات وورش العمل.وعقد دورات تدريبية لادارة الاتحاد.
مع بناء شبكة من العلاقات التشاركية مع الجهات مؤسسات المجتمع المدني والمشاركة في المؤتمرات والندوات والجلسات الحوارية العربية والعالمية.
وعن اهم مشاكل الاتحاد التي يتم السعي لحلها فبين الرواشدة انها التسويق لفائض الانتاج الزراعي, تدني اسعار المنتجات الزراعية, ارتفاع اسعار المدخلات الزراعية, ارتفاع كلفة الاقراض والمديونية الزراعية, ندرة المياه, التوسع العمراني في الاراضي الزراعية.
تعزيز الاسواق العربية البينية بما يخدم المزارع العربي وتأهيل وتدريب المزارعين امام تحرير الاسواق والعولمة .
االعرب اليوم