رسوم "مسيئة" للنبي في كتاب دين وزعته تركيا على المدارس بشمال سوريا
رسوم "مسيئة" للنبي في كتاب دين وزعته تركيا على المدارس بشمال سوريا
زاد الاردن الاخباري -
سادت حالة من الغضب بين سكان المناطق التي تسيطر عليها أنقرة والفصائل الموالية لها شمالي سوريا، بعد توزيع وزارة التعليم التركية الخميس، كتابا على المدارس هناك يحوي رسوما اعتبرت مسيئة للنبي.
ووزعت الكتب الدينية المخصصة للصف الأول الابتدائي التي احتوت الرسوم في مدارس عدة في مدينة جرابلس على الحدود التركية.
وتظهر الصور رسوماً كرتونية "تعبيرية" استخدمت في كتاب السيرة، اعتبرها ناشطون وأهالٍ، إساءة لشخص النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وانتشرت الصور على مواقع التواصل، حيث سبّبت موجة استنكارٍ واسعة، إذ طالب المنتقدون بسحب الكتب ومحاسبة المسؤولين عنها. عقب ذلك صدرت قراراتٌ بسحب النسخ، ومنع توزيعها مُجدداً.
وقال أحد سكان المدينة "فوجئنا صباحا بوجود الكتب (...) التي تحوي صورا تجسد النبي، وهو أمر لا نرضى به"، مشيرا إلى أن ناشطين وسكانا تواصلوا فيما بينهم وتم "جمع الكتب وحرقها" في وسط المدينة.
حرق ودعوات للتظاهر
واظهر تسجيل فيديو عناصر من الشرطة العسكرية في مدينة جرابلس وهم يجمعون عشرات النسخ من الكتب ويقومون باحراقها في احد شوارع المدينة.
كما صدرت عدة دعوات للتظاهر في مناطق عدة بينها مدينة الباب في حال لم يمنع توزيع الكتب أو سحبها من التداول.
وأوضح مسؤول التربية والتعليم في مدينة الباب، جمعة كزكاز، أنه "يجري البحث مع
مديرية التربية في غازي عنتاب والمستشار
التركي في المنطقة من أجل تعديل المنهاج"، مشيرا إلى أن دوائر التربية في المجالس المحلية "تتبع للولايات التركية القريبة مثل غازي عنتاب وكيليس وشانلي أورفا التي ترسل الكتب والمطبوعات".
وتحظى
تركيا بنفوذ متزايد في مناطق في محافظة حلب (شمال)، سيطرت عليها تدريجاً اثر هجمات عسكرية عدة شنتها منذ
العام 2016، على غرار مدن جرابلس وإعزاز وعفرين.
وإلى جانب رعايتها لمجالس محلية أنشأتها لإدارة تلك المناطق وتواجد عسكري لقواتها، ضاعفت
تركيا استثماراتها في قطاعات عدة مثل الصحة والتعليم. وتتواجد فيها مكاتب بريد واتصالات وتحويل أموال تركية ومدارس تعلّم باللغة التركية.
تنديد ومحاولات تبرير
الكتبُ التي تحوي الصور، أُلِفت وأعدت من قبل مركز “استشراف للدراسات”، الذي يُعرف نفسهُ، كمؤسسة متخصصة في البحث العلمي والدراسات المستقبلية والخدمات الأكاديمية في المجالات المعرفية المختلفةن بحسب ما ذكره موقع "السورية نت".
وأوضح مدير المركز “عماد الدين رشيد أن “الموضوع جرت عليه نقاشات مطولة، وطُلبَ من الجهات المعنية سحب كتب السيرة التي تحوي هذا النوع من الشرح أو
التعليم وإعادة النظر في الإشكال، وذلك بعد الاعتراض الكبير”.
ولم توزع تلك الكتب في مدينة الباب، وسُحبت من مدينة قباسين شمالي الباب، فيما ندد بيان لمعلمي الباب بتوزيعها باعتبار ما تضمنته من رسومات يخالف مبادئ الشرع الحنيف.
وقال البيان ”طال انتظارنا لوضع مقررات في مادة التربية الإسلامية في مناطق المحرر، تتوافق مع مبادئ شرعنا الحنيف وأسس ثورتنا المباركة، لكن سرعان ما انقطع أملنا وخاب رجاؤنا، بعد الاطلاع على بعض مضامين هذه المناهج”.
واعتبر البيان الرسوم “مخالفة لمبادئ شرعنا الحنيف وموروثنا الفكري والثقافي والحضاري المعروف بوسطيته واعتداله”.
وقال ناشط في جرابلس إنه بعد
التواصل مع القائمين على إعداد الكتاب، تبين “أن الخطأ تصميمي وسوء استخدام
صور بجانب بعض الكلمات والأسئلة”، أوهم الناظر أنها تمثل
حالة النبي محمد وأهل بيته.
وقال الناشط فايز الدغيم لموقع ”السورية. نت” أن “الخطأ غير مقصود وهو غير مُراد قطعاً” حسبما نقله عن مسؤولي “مركز استشراف”، مشيراً إلى أن تهويل الحادثة وتشبيهها بالرسوم المسيئة في الصحف الدانماركية “أمر غير سليم”.
ونوه إلى أن “الرسوم وإن كانت توضيحية ولا علاقة لها بالرسول الكريم، فيجب حذفها لأن الصور والرسوم تعلق في ذاكرة الطفل قبل المعلومة وسيربط ذكر الرسول الكريم بما شاهده على الكتاب من رسوم”.