زاد الاردن الاخباري -
كتب: عبدالهادي راجي المجالي - استمع لحديث الملك كثيراً، استمع له حينما يتحدث عن تشجيع الاستثمار.. وعن الاقتصاد، واستمع له حين يتحدث.. عن العلاقات الخارجية، وعن القدس.. وتشرفت بالجلوس معه، وسمعت منه شخصياً.. جواباً على سؤال سألته اياه..
نحن في الدولة لسنا أبناء الفئة الأولى.. أنا مثلاً أصنف من الفئة الثالثة أو الرابعة... وربما أبناء الذوات ومن هم في المسؤولية والصفوف الأولى يضحكون علينا حين نوجه رسائلنا للملك... باعتبارنا رعية ليس لها من أمرها سوى الطاعة..
لكني أريد أن أتجرأ وأوجه رسالة للملك.. وهذا نصها:
جلالة الملك
السلام عليك ورحمة الله وبركاته...
أتدري أني البارحة أعدت الفيلم الذي التقيت فيه برفاقك في كتيبة الدبابات مائة مرة، في ذات اليوم كنت أقرأ توصيات اللجنة.. وقتها كنت في المستشفى وحين يدخل المرء ذاك المكان يحاول أن ينسى أوجاعه بالقراءة والتأمل.. وفعلاً تنسى الوجع..
أخطر ما قلته في الأسبوع الماضي.. هو جملة بسيطة خاطبت بها وكيلاً متقاعداً وتبادلتم العناق الصادق لقد قلت للحاضرين: (أحسن سايق دبابة)... شعرت بصدق عناقك لهذا الوكيل وشعرت بضحكاتكم.. وحين قلت تلك الجملة، قمت باسترداد تاريخ عمره ( ٣٠ ) سنة وأكثر ...
بالمقابل من سيصنعون تاريخنا السياسي والاقتصادي عبر لجان الإصلاح ومن هم في السلطة الآن؛ أتحدى أيَّ واحد منهم امتطى دبابة.. أو عرف كيف تقاد أو عرف كيف يرفع مدفعها.. أو عرف نوع ذخيرتها.. بالمقابل أدري أنك ما زلت تعرف كملك للمملكة الأردنية كل أجزاء الدبابة، وما زلت تحنُّ لقيادتها... وإصدار الأمر بالتسديد.. وتعرف كيف تدير المدفع للهدف..
جلالة الملك ..
هذه الجملة العفوية هي هويتك العسكرية الهاشمية، الأردنية... أنت منا روحا ودما ووجها وضحكة وعناقا...
أنت أبسط الناس وأول الأردنيين.. صدقني أن من يتذكر سائق الدبابة في الجيش حتما لن ينسى الوطن...
للعلم أبي -رحمه الله- كان سائق دبابة، وما جعلني أعيد اللقطة ألف مرة.. هو تذكري لأبي، أحسست أنك تقابله وتكرمه وتعانقه...
شكرا لسائق الدبابة الذي قدم الملك كما يجب... حين فشل رؤوساء الوزارات.. وفشلت الحكومات وفشل من تخرجوا من جامعات هارفارد.. من يدعون الليبرالية.. ومن يدعون الحداثة، ومن يؤمنون بأمريكا.. ومن يعتبروننا عبئاً.
في توضيح صورة الملك، نجح سائق الدبابة في فضح عشق الملك للأردن وللجيش وللأردنيين.. وللبلد وللشماغ والعقال...
كنت اتمنى من إعلام الديوان الملكي أن يقدم سائق الدبابة لنا، كي يحكي صداقة السلاح والجي... وكي يعلمنا معنى الإصلاح الحقيقي.. ومعنى الجيش.. وكيف هو قلب الملك، لكن أحداً لا يعرف شيئاً.. ولا يلتقط شيئاً ولا يدري كيف ينتج المشهد للناس..
جلالة الملك..
حين يظلمونك.. ينصفنا سائق الدبابة لا بل ينصف وطننا وينصف التاريخ..
أردت أن اقول لك فقط... أنا معك وسأبقى معك.. لقد جعلتني أفتخر بأبي.. في حين أن ابناء الذوات ومن يعتقدون أن السلطة حكر على ذريتهم حتماً.. سنسقطهم في غياهب الجب..
أنا من حزب الملك.. من حزب سائق الدبابة.. وأخطط لتأسيس حزب الدبابة
حمى الله الملك