حسن محمد الزبن - الإنسان يمر في محطات ما بين الولادة والطفولة والشباب وانتهـــاء بالشيخوخـــــــة، وهي آخر المحطات قبل الموت، وهذا في قوله سبحانه: وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَأولهَا بَيْنَ النَّاسِ آل عمران:140.
ولا ننكر أن التشريعات الدولية أولت هذه الفئة إهتمامها ورعايتها، وسبقها في هذا كله شرع الله في الأرض من خلال الاسلام الحنيف الذي شرع حياتنا بكل تفاصيلها، منها الجانب الإجتماعي وما أوجده من أحكام وتشريعات تصون حقوق كبار السن بما يحفظ لهم كرامتهم ويحقق العدالة تجاهم ويصون حريتهم ويوفر لهم السعادة.
وبما أن الشيخوخة مرحلة ويجد أصحابها الإهمال وعدم التقدير لوضعهم في العديد من المجتمعات؛ فكان الإسلام السباق لرعاية هذه الفئة من المجتمع، وما دعا إليه من الوفاء لما قدمت في محطات سابقة من عمرها، وأنه لا بد من إيلائها الرعاية وإكرامها بالتقدير والتبجيل وفاء وحبا.
نعم .. نوقرهم، والرسول العظيم أفضل الصلاة والسلام عليه يقول:" ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا " رواه أبو داوود والترمذي. وهذا وجه من أدب التعامل في أي مجتمع، لا بل رقي في مكارم الأخلاق، وذوق رفيع الطراز يسود المجتمع، ويبنى عليه محامد كثيرة من التكافل والتضامن والرحمة، وخلق ألفة ومحبة تؤطر لرد الجميل، ولصون الحقوق وحمايتها.
ويجب أن نتحسس عالمهم ونبحث عن رغبات وحاجات مكنونة في حياتهم، ونفيض عليهم من الإهتمام والحب ما يشعرهم أنهم جزء من المجتمع، مما يضفي مزاجا ونفسية إيجابية تنعكس على يومهم الروتيني الذي يؤثر على نفسيتهم وحياتهم للأفضل.
وليس من الوفاء أكثر من الوفاء لهم بعد أن آل الأمر لرعايتهم في دور أهلية ووطنية من هيئات حكومية مختصة أو أهلية تطوعية تعنى برعايتهم وتقوم عليهم تحت وصاية الدولة، لكن علينا واجب الإهتمام حتى لا تكون ظاهرة عدم الاهتمام بالمسنين سمة تلتصق بمجتمعنا، وحتى لا نكون إلا على قدر التحدي في هذا الجانب.
دام الوفاء..