عاطف زيد الكيلاني * ( الأردن ) الأربعاء 8/6/2011 م ...
ألف موضوع وموضوع ، وألف فكرة وفكرة تتصارع في عقل المراقب السياسي والكاتب السياسي فيما يخص الشأن الداخلي لبلاده ، مما يجعله حائرا بأيها يبدأ ... لذلك ، سأكرّس هذا المقال للكتابة عن بعض القضايا التي أثارت وما تزال حوارا جديا حول الحاضر والمستقبل ...
1 ) كان لقرار الحكومة الأردنية بإعادة هيكلة ودمج بعض مؤسسات القطاع العام وقعا طيبا في نفوس فقراء شعبنا الأردني الذين كانوا يروا بأم العين الحجم الهائل للفساد والمحسوبية في هذه المؤسسات ، ابتداء من الآليات المتبعة بالتوظيف بها وانتهاء بالرواتب الفلكية لمنسوبيها .
لقد جاءت هذه الخطوة لحكومة البخيت لتعيد الأمل في نفوس شعبنا بإمكانية محاربة الفساد واستئصال شأفة المفسدين .
2 ) حول نقابة المعلمين في الأردن ... بالموافقة على ( إعادة ) تأسيس نقابة المعلمين ، خطت الحكومة البخيتية خطوة أخرى على طريق الإصلاح ... فتشكيل النقابات هو حق دستوري للمواطنين . وستكون هذه النقابة من أقوى النقابات المهنية من حيث الفاعلية والمشاركة البنّاءة في صنع مستقبل بلادنا ...
بقي أن يفيق أصحاب المهن الأخرى المحرومين حتى الآن من تأسيس نقابة لهم ترعى شؤونهم وتراعي مصالحهم ، ليطالبوا بحقهم الدستوري بتأسيس نقابة لهم بعد أن تغوّلت الحكومات المتعاقبة على هذا الحق طوال عقود خلت ...
3 ) الجبهة الوطنية الأردنية للإصلاح ... كان لإشهار هذه الجبهة العتيدة ( برئاسة رئيس الوزراء الأسبق / احمد عبيدات ) قبل ثلاثة أسابيع ، أن اعاد وضع الأمور في نصابها الصحيح ... اذ أنه لا يخفى على المتابع أن هناك في بلادنا تحالفا غير مقدس يجمع ما بين الرجعي المحافظ والفاسد والإقليمي الحاقد واللص ممن يحاولون أية محاولة جدية للإصلاح بكل أنواعه ... من هنا كان يجب على كل من له مصلحة بالإصلاح الدستوري و السياسي والإقتصادي والإجتماعي والإداري أن ينضوي تحت راية هذه الجبهة لالتي ستشكل الرافعة الرئيسية في النضال من أجل الإصلاح ومحاربة الفساد .
4 ) فكرة قابلة للدراسة والتطوير ... وربما للتطبيق ... أصبح من البديهي القول، أنه، مقابل وجود فقراء في أيّ بلد ( لأيّ سبب ) ، فإن هناك أغنياء هم ( بطريقة أو بأخرى ) ، سبب فقر أولئك الفقراء .... الفكرة هنا ليست لإخضاع الأغنياء عن سبب غناهم ( علما أن هذا واجب في كثير من الأحيان ) ، وليست أيضا لإعطاء الفقراء ما ليس حقا لهم من ثروات الأغنياء ... الفكرة تتلخص في إعادة هيكلة ( الدخول المادية للمواطنين ) ... وهي في أحد أهم معانيها ، إعادة هيكلة للمجتمع ...
الفكرة تتلخص في أن يكون هناك ( في القطاعين : العام والخاص ) عدل في الأجور والرواتب ( كخطوة أولى ) ، بحيث ألا يزيد مجموع دخل أعلى منصب في القطاعين عن أقل منصب عن نسبة ( 4 : 1 ) مثلا ...
تطوير هذه الفكرة ودراستها وإقرارها أو إقرار ما يشبهها ، سيكون له أكبر الأثر في خلق حالة من التوازن الإجتماعي في أيّ بلد فقير كالأردن , وسيؤجل والى أمد طويل وبعيد الإحتقانات الطبقية في بلادنا وسيؤثر ( إيجابا ) على حاضر ومستقبل الملايين من الأردنيين مقابل عدم رضى قلة قليلة استأثرت بكل المزايا التي ضمنت لها عبر عقود دخلا ماديا لا تستحقه . وبالتأكيد ، سأعود الى هذه المسألة بتفصيل أكبر وبدراسة أولية مبنية على الأرقام ان شاء الله .
* عاطف زيد الكيلاني
* رئيس تحرير موقع " الأردن العربي " www.arabjo.net
* نائب رئيس اتحاد الصحافة الإلكترونية في الأردن
* عضو الأمانة العامة لحركة اليسار الإجتماعي الأردني
* ممثل حركة اليسار الإجتماعي في الجبهة الوطنية للإصلاح
00962777776178
00962785094409