فايز شبيكات الدعجه - للمرة الثالثة ارى رأي العين الناس يفرون في السوق مذعورين، كان المطعم مكتضا، وكان اكثر من نصف الزبائن بلا كمامات، وربع العمال بدونها ايضا حين صرخ موظف الكاش فجأة. الشرطة الشرطة. استنفر المتواجدين، فارتدى البعض كمامات كانوا يخفونها في جيوبهم، وعدل اخرون وضعها فيما هرب الاغلبية، وفي الاثناء ظهر رجل امن وقور يتقدم نحونا برزانة واتزان، وكان انيقا ومهيبا، كان يحمل دفتر ضبوطات وقلم، توقف عند باب المطعم وطرح السلام، وجال بنظره في الارجاء وتفحص وجوه من فيه بصمت، عرض عليه صاحب المطعم الضيافة فاعتذر وغادر المكان، كان ذلك المنحوس قد لمح رجل الامن عن بعد واعلن من فوره حالة الطواريء، وتمكن المخالفون قبل وصوله من تصويب اوضاعهم او المغادره على عجل.
كان ذلك المشهد مشهدا صحيا رائعا يعزز القناعه من ناحية، بأن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقران، فالكثير من الناس تساق الى نطاق القانون سوقا، ولا يلتفون في العاده الى المواعظ والنصائح والارشاد الصحي والقانوني، ويعزز القناعة من ناحية اخرى بالدور الاعظم لمؤسسة الامن في خفض معدلات الاصابه بالوباء، وانها مؤسسة يقظه لا تنام الا بعين واحده، فما حدث امامي بالمطعم وقع الساعة العاشرة مساء، ولا اظن ان غير الشرطة يتواجدون في هذه الساعة المتأخرة من الليل لحفظ الصحه،وألتأكد من التزام المنشآت بالبروتوكولات الصحية وأوامر الدفاع.
تجدر الاشاره هنا الى ان ما يقوم به الامن العام من اجراءات احترازية مانعة لانتشار المرض ليس مجرد حملات امنية كما يصفها الكثيرون، وانما نهج يجري وفق استراتيجية لا زالت تنفذ على مدار الساعه مع بداية ظهور الفيروس، فالحملة في العرف الامني عباره ان غارات متقطعه خاطفة على اماكن محدده لضبط الامن لا تتناسب مع متطلبات مواجهة الجائحة،ويستخدم هذا الأسلوب عندما يشح الغطاء الأمني ويصبح عاجزا عن تغطية مناطق الدولة بصورة دائمة ومستمرة.
.