زاد الاردن الاخباري -
(طقققققققع ـ من الاخر ـ كرت ابيض ـ ع راصي (هية راسي يعني رأسي بس تلفظ راصي لذا اقتضى التنويه) ـ ع راسي كل الكراسي ـ يا كبير ـ برطع لاهربدك
بفقعك بوكس بخلي دينيك يرنّو وسنانك يطلعو فرصة ـ بفقعك موس من الصرة للغرة ـ بعمل بوجهك عرس وبعزمك عليه ـ عمرك شفت موس بتكزدر ع وجهك؟؟؟ ـ فانتاستك عالبلاستك ـ مرتب عالمكتب ـ كلام الدواوين ـ انا حاط إبليس بكيس وقاعد محله: تعني احذر انا شب ديونجي ـ اطلع من راسي وسكر الباب: روح من وجهي هسه ـ عراسي كزدره: انا بحبك).
كل المصطلحات السابقة وغيرها من المفردات التي لو سمعها اباؤنا ومن قبل اجدادنا لظنوا اننا نتحدث لغة "هيرو غليفية" او لغة بلاد "الوا ق واق" او اللغة التي استخدمها العرب قديما وهي لغة "اكلوني البراغيث".
لم نخترع اللغة ، ولكننا نسمعها كل يوم من فئة من الشباب الذين يعيشون بيننا ويأكلون مثلنا ومن زادنا. وحتى لا نبدو منحازين للماضي وللجيل السابق ، فاننا نشير الى ان اولادنا وبناتنا هم جزء من هذه الفئة. ولهذا نشعر بصعوبة التفاعل معهم. ابتداء من اللغة وحتى الاهتمامات بل وحتى الجلسات التي اصبحت "مملة" من طرفنا او من طرفهم.
واحد دواوين
انها لغة "الدواوين". وما بين الدواوين التي نعرفها ـ التي كانت تجمع شخصيات البلد وكبارها ويتناقشون في قضايا تهم الناس والامة والوطن ـ ، وبين ما يطلقون عليه جيل او فئة من الشباب "دواوين". وحين تصف صبيةّ شابا بأنه"دواويني" ، فانها تمدحه وتعني انه"فتك" و"فهلوي" و"شاطر". يقول زاهر عمر : هذه لغتنا ونحن احرار ولا تجبرونا على التحدث بلغتكم. وما ترونه انتم"غريبا" نعتبره نحن "عاديا".
اما سهى عرفات فترى ان هؤلاء الشباب "نبت غريب" ومن الاستحالة التفاهم معهم. فهمومهم مختلفة وطموحاتهم غريبة ناهيك عن اللغة والمصطلحات التي يستخدمونها.
لكن الاخطر من ذلك كله ، ما يقوله ابراهيم مصطفى الذي دق جرس الانذار من وصول الامور الى"قطيعة" بين الجيل الحالي والجيل السابق بسبب اللغة والاغتراب الذي يشعر به هؤلاء الشباب والبنات.
تقول نور بدران ( 21 سنة): لغة الشباب هي لغة دارجة بكثرة هذه الايام بين معظم الشباب. ولكنني ارى انه يصعب التكلم بها وبمصطلحاتها مع الجيل الاكبر. لأنه جيل واع ويدرك واقعا لا نكون نحن الشباب فيه. فعندما نتحدث بها معهم سوف يفهمونها بشكل خاطئ. اما الشباب فيسهل ان يتحدثوا بها مع بعضهم البعض. لأنها بنظرهم تعبر عن حياتهم العملية . مع اني ارى انها غير لائقة احيانا. وكذلك امام اهالينا لا نستطيع ان نتحدث بها لأنهم لا يجدون بها الا لغة شوارع. ويفسرون بعض مصطلحاتها بطريقة سلبية ويتهموننا بأننا جيل غير مسؤول وجاهل.
وفي النهاية ، تقول نور بدران: لكل جيل سماته وبصماته التي تبقى من بعده. وعن نفسها ، تقول نور : لا احب التحدث باللغة التي تشيرون اليها. لكونها لا تليق بالفتاة . فهي غالبا ما يتحدث بها الشباب فقط واحيانا تكون غيرً اخلاقية.
فجوة ...
الدكتور مجد الدين خمش (استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية) يرى ان ما يحدث يشكل"فجوة"بين الاجيال. وهي تزيد لعدة اسباب ، منها تغير الاهتمامات بين الشباب عما كان في السابق واعني جيل الكبار. واتهم الدكتور خمش الجيل السابق بعدم تطوير مفاهيمه ومواقفه الديمقراطية ، بحيث يركز على موضوع تقبل الشباب ومنحهم الفرصة ومحاولة استيعاب طريقة تفكيرهم.
واضاف الدكتور خمش:هؤلاء الشباب ينظرون الى انفسهم كجماعة وهم يختلفون عن الجيل او الجماعة السابقة. لذلك فان لهم بعض المصطلحات وكذلك طريقة مختلفة في الكلام وايضا يسعون لتوحيد ازيائهم ضمن اشكال الاحتجاج او المطالبة بالاعتراف بهم. وقال الدكتور خمش: ارى ان جيل الناضجين لا بد ان ينشئ جسورا من التفاهم والحوار مع الشباب.
واكد ان فئة من الشباب اصبح لديها لغة مبتذلة الى حد ما بتأثير المسلسلات المدبلجة التي تنشر ثقافة معينة بين الشباب هي ثقافة عدم الاحترام للآخرين ومحاولة الميل الى العنف والابتذال في الكلام.
ان هذه الاعمال التلفزيونية"المدبلجة" تعيّش الشباب في جو لا تقاليد له ولا احترام. كله مشاحنات وصراعات. واستثنى الدكتور خمش من هؤلاء الشباب فئة تنضوي تحت هيئات وطنية وتمارس سلوكها ضمن اطار سياسي ما يشكل حماية لهم من التأثر بثقافة المسلسلات المدبلجة.
الدستور