زاد الاردن الاخباري -
بدأت "ديقا دالاك - Deqa Dhalac" رحلتها لتكون أول عمدة ذات أصول صومالية لمدينة ساوث بورتلاند بولاية ماين الأمريكية بعد انتخابها من قبل أعضاء المجلس يوم الاثنين الماضي.
وكانت الصومال على شفا حرب أهلية عندما فرت "ديقا دالاك" من العاصمة مقديشو قبل 31 عامًا، وعلى مدار الثلاث سنوات الماضية شغلت منصب عضو مجلس مدينة ساوث بورتلاند ثم انتخبها 6 من زملائها رئيسة من أجل قيادتهم والمدينة في عام 2022.
وهنأ زعيم الجالية الصومالية في ولاية ماين الأمريكية عبد الله أحمد، ومدير مدرسة Deering High School في بورتلاند دالاك على هذا النجاح، وقال لها: أنت هنا للبناء على العمل الجاري". نحن فخورون بك يا ديق".
وأشاد مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، وهو أكبر منظمة إسلامية للدعوة والحقوق المدنية في البلاد، بانتخاب ديقا "كعلامة على المشاركة المدنية المتزايدة للمجتمع المسلم الأمريكي"، على حد قول المتحدث باسم إبراهيم هوبر.
وقال هوبر: "نأمل أن تساعد العمدة ديقا في إلهام جيل جديد من المسلمين الأمريكيين حيث يقومون بدور متزايد في بناء مجتمع أفضل."
وعندما يصبح رئيسًا للبلدية، تتولى ديقا واجبات إضافية تتمثل في إدارة اجتماعات المجلس وقيادة المبادرات على مستوى المدينة بنفس الراتب السنوي البالغ 3000 دولار الذي يتقاضاه كل عضو مجلس.
وعرفت "ديقا دالاك" بأنها من المدافعاتعن العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان منذ فترة طويلة، وتعمل في وزارة التعليم في ولاية ماين بصفتها أخصائية في المشاركة الأسرية والاستجابة الثقافية.
ديقا دالاك
تبلغ من العمر 53 عامًا
سافرت عبر العديد من البلدان واجتازت مجموعة متنوعة من الثقافات والوظائف والتحديات للوصول إلى ما هي عليه اليوم.
نشأت في أسرة من الطبقة المتوسطة، ولديها شقيقين.
كان والدها مهندس بترول سابقًا وفقد وظيفته لأنه كان مؤيدًا صريحًا لنضال الصومال من أجل الاستقلال عن الحكم الاستعماري في الستينيات، ثم أصبح متعاقدًا مستقلاً عمل مع وكالات غير حكومية وجعل التعليم أولوية في المنزل.
وقالت "ديقا دالاك": "لقد عرّفنا والدي حقًا على العالم من خلال قراءة الكتب وإخبارنا بقصص حول العالم والتأكد من أننا لسنا عالقين فقط فيما يحدث في بلدنا، في الصومال، ولكن أيضًا أخبرنا أن هناك عالم أوسع هناك. لقد تم إعدادنا حقًا لفهم كيفية عمل السياسة، وكيف تم قمع بلدنا".
عندما توفي والدها في عام 1989، كان يعلم أن الصومال كان يتجه نحو انهيار سياسي كارثي، وحث أفراد أسرته على التأكد من مغادرة ابنته البلاد قبل أن تتعرض حياتها للخطر.
من الصومال الى أمريكا
قالت ديقا: "يُنظر إلى الفتيات على أنهن شرف العائلة في الصومال، كان والدي من أشد المؤمنين بتعليم الفتيات وتمكينهن. أعتقد أنه كان نسويًا بطريقته الخاصة".
وأشارت الى إن الخروج من الصومال على أعتاب الحرب لم يكن سهلًا، فالسفارات كانت مغلقة والرحلات الجوية نادرة.
تمكنت "ديقا دالاك" من حجز رحلة إلى ليبيا ثم الى روما ثم التمست اللجوء في العاصمة الإيطالية، لكن المسؤولين الإيطاليين، الذين فوجئوا من تدفق طالبي اللجوء، احتجزوها والآخرين في المطار لمدة ستة أسابيع، كانت تبلغ من العمر 21 عامًا فقط وكانت مرعوبة.
وعلمت الجالية الصومالية في روما، بما في ذلك أحد أبناء عمومة دالاك، بالمجموعة المحتجزة وجلبت الطعام والضروريات الأخرى إلى المطار، وعرض البعض رعاية الوافدين الجدد. في النهاية، أفرجت الحكومة الإيطالية عن دالاك بكفالة ابن عمها.
واستمرت رحلة دالاك عبر أوروبا إلى إنجلترا، ثم إلى تورنتو في عام 1991، على حد قولها، وبعدها تزوجت من رجل أعمال صومالي من أتلانتا.
بداية جديدة
في عام 1992، كانت "ديقا دالاك" تعيش في جورجيا وتعمل أمينة صندوق مرآب للسيارات، ومع شخصيتها القوية وتعليمها المتقدم ومهارتها باللغة الانجليزية، بدأت في إقامة علاقات، وفي غضون بضعة أشهر، عملت مدققة حسابات في أحد الفنادق.
أنجبت "ديقا دالاك" وزوجها ثلاثة أطفال، تتراوح أعمارهم الآن بين 20 و 28 عامًا، ثم قررت استئناف دراستها وتوجهت شمالًا للحصول على فرص تعليمية ووظيفية أفضل لها ولأطفالها، وانتقلت الى لويستون في عام 2005 لكن زوجها كان يقيم في جورجيا للحفاظ على أعماله وزيارة أسرته في ولاية ماين في كثير من الأحيان.
عملj "ديقا دالاك" في البداية كمترجمة لدى الجمعيات الخيرية الكاثوليكية بولاية ماين، ثم مديرة حالة خدمات اللاجئين في مدينة بورتلاند، ثم انتقلت إلى جنوب بورتلاند في عام 2008 وبدأت شركة خدمات الترجمة الشفوية الخاصة بها في عام 2012. وعادت للعمل في مدينة بورتلاند في عام 2014، لمساعدة الناجين من التعذيب بموجب برنامج المنح الفيدرالية.
وعادت أيضًا إلى الجامعة، وحصلت على درجة الماجستير في سياسة وممارسة تنمية المجتمع من جامعة نيو هامبشاير في عام 2014، ودرجة الماجستير في العمل الاجتماعي من جامعة نيو إنجلاند في عام 2017.
تم انتخاب "ديقا دالاك" لعضوية مجلس المدينة في عام 2018، في انتخابات خاصة أجريت لملء العامين الأخيرين من فترة ثلاث سنوات لعضو مجلس المدينة الذي استقال فجأة. تم أعيد انتخابها في عام 2020 لولاية مدتها ثلاث سنوات تمتد حتى عام 2023.