خلال زيارة قصيرة الشهر الماضي الى العاصمة الجورجية تبليسي، تلقيت دعوة كريمة من الغانم «الأجودي» الخال العزيز خالد الطهاروة أبو خلدون، لتناول المنسف الاردني بلحم الضأن الرمسي الجورجي، وكانت فرصة للقاء مجموعة من الأردنيين النشامى المستثمرين والمقيمين في منطقة مرجان شفلي في شارع العرب.
المعزب قدم لنا خروف رمسي صغير العمر وقليل الوزن، وهذا الحجم لا يصدر إلى الخارج، بأوامر من السلطات الجورجية، حفاظا على الثروة الحيوانية.
الخروف المحلي كان لذيذا لدرجة خلقت عندي الفضول لتجربة إعداد الصاجية، وطبخ المنسف بلحم الخاروف الجورجي، الذي يزيد وزنة على 15 كيلو غراما، وهو المسموح بتصديره.
وبعد القيام بالتجربتين بنفسي من خلال تنويع الشراء من محال القصابة، وصلت إلى نتائج متطابقة، وأيقنت أن الخروف البلدي لن يتأثر ولن يهتز بأي منافسة كما يشاع، اذا ما اخذنا بالملاحظات التالية:
الخروف الجورجي، باستثناء الرمسي منه، قليل الدهون بشكل كبير ولحمته حمراء لكنها قاسية أي «شادة»، وتحتاج إلى طهي لمدة طويلة، ومضاعفة، مقارنة مع غيرها من اللحوم. وبسؤالي عن السبب، تبين أن هذه الخراف تسير مسافات طويلة بين الجبال والانتقال بين المراعي الطبيعية، التي تعتمد عليها بالغذاء، كون فترة تقديم العلف لهذه الأغنام داخل الحضائر، لا تتجاوز شهرين أو ثلاثة أشهر خلال العام، مما يجعل لحومها قاسية صلبة لا تنضج سريعا بالطبخ المعتاد في مطابخ سيداتنا الأردنيات.
اما بخصوص سعر كيلوغرام لحم الخروف في تبليسي من محلات القصابة المسلمين، فتتراوح بين 4 الى 5 دنانير أردني، للخروف الذي يزيد وزنه على 15 كيلوغراما، وهذا السعر في موطنه الأصلي، قبل التصدير، وقبل إضافة كلف النقل والمختبرات والتراخيص وأرباح التجار وأصحاب المحلات،
بينما يصل سعر الرمسي صغير العمر والوزن، الذي لا يصدر إلى ما يقارب 6 دنانير للكيلو غرام الواحد.
من خلال هذه الملاحظات، أتوقع ان قصة تصدير الخروف الجورجي، هي زوبعة إعلامية لن يكتب لها النجاح، بسبب السعر وطبيعة اللحم وصعوبة اعتياد سيداتنا ومطابخنا على طهيه، وإن وصل إلى بلادنا، لن يكون منافسا من حيث السعر على الأقل، ولن يستمر بالصمود في الأسواق، وستنتهي هذه الزوبعة.