لا شك أن الكثير من الهيئات الثقافية ــ وعلى امتداد الوطن ــ تسعى جاهدة لتنفيذ الكثير من الانشطة والفعاليات الثقافية والتي من خلالها تستطيع إيصال الرسائل التي تهم المجتمع وتخدم أهدافها ، ولا شك أيضا أن الكثير من هذه الهيئات تقدم رسالتها بمحتوى جوهري يحمل المضامين الايجابية البناءة .
وعلى الرغم من ذلك تبقى هذه الهيئات قاصرة عن تنفيذ الكثير من برامجها وأنشتطها وذلك لقلة الموارد المالية والتي باتت تشكل عبئا على الكثير من الهيئات الثقافية وبالتالي تؤدي إلى الحد من تنفيذ وممارسة الانشطة والفعاليات الثقافية المختلفة ،
وعلى الرغم من قلة الامكانات المادية إلا أن بعض الهيئات تنجح ــ بأقل التكاليف ــ بتنفيذ بعض برامجها على حساب أعضائها ومؤازريها والذين يحملون على عاتقهم الهم الثقافي العام .
من المفروض أن وزراة الثقافة هي الحاضنة الاولى لكافة الهيئات الثقافية ، ومن المفترض أنها تسعى جاهدة ــ من خلال رؤيتها ورسالتها ــ إلى التعامل مع كل الهيئات وان تبقى على مسافة واحدة من الجميع وتقديم كل ما من شأنه الارتقاء بالهيئات الثقافية وتذليل كافة الصعوبات التي تواجهها ، ومن المفروض أن تتعامل ( الوزارة ) مع كافة الهيئات على مبدأ التشاركية في المشهد الثقافي العام وعلى امتداد الوطن ،
ولكن أصبح من المتعارف عليه أن بعض الوزراء أو المسؤولين يبادرون لعقد عدة لقاءات وجلسات حوارية مع الهيئات الثقافية والادباء والمهتمين بالشأن الثقافي ، في اللقاء يبدأ الحديث عن تمجيد دور الوزارة واسلوب عملها وتفاعلها ، ومن خلال الحوار وحديث المثقفين نجد أن هناك فجوة كبيرة وشرخ ما زال يتسع ، الكثير من الهموم والمشاكل والقضايا التي تعيق عمل وتنفيذ برامج وانشطة الهيئات الثقافية ، في كل لقاء يتحدث المسؤول بأن الكثير مما ذكر ليس له أساس من الصحة وان الوزارة ماضية في دورها الريادي ، وهنا يبدأ بعض ( المسحجين ) في اجراء عملية الترقيع والتمييع لينتهي اللقاء كما انتهى غيره دون اي نتائج ، إن الكثير من المثقفين والهيئات أصبح على قناعة بأنهم عبارة عن أدوات فقط ، أدوات لتنفيذ السياسة العامة للوزارة ودون أن يكون لمعظمهم دور ودون أي رؤية تشاركيه ،
ما المطلوب ؟؟؟ هذا هو السؤال المحوري والذي على وزارة الثقافة الاجابة عليه من خلال رؤيتها ورسالتها ، وعندها ستكون هناك حالة ثقافية عامة تحمل في طياتها جوهر ومضمون بعيدا عن الشكل والقشور ،
لا أريد هنا أن انتقد دور الوزارة ورؤيتها ورسالتها ، ولكن إن ما يحدث في بعض مديريات الثقافة ـــ وهذا ما سأتناوله في مقالات قادمة ــ يساهم في الرجوع خطوات إلى الخلف ويؤدي إلى انتكاسة حقيقية في المشهد الثقافي برمته ،
نحن جميعا معنيون بالاعتراف بالخطأ للبدء في المعالجة لتحقيق ما نصبوا وحث الخطى نحو ثقافة حقيقية تعبر عن رسالة ذات جوهر ومضمون ، لتحقيق المزيد من التشاركية وإبداء الثقة بإنجازات الهيئات الثقافية ، ومن هنا يقع على عاتق مديريات الثقافة مسؤوليه كبيرة جدا في ردم الفجوة والانفتاح على جميع الهيئات ومساندتها ، ( وللحديث بقية)
عمر قاسم أسعد