صباح يوم الجمعة أمتلاءت الصحف الورقية بالرقم كبير من الذين استفادوا من العفو ( العام ) ، وهو رقم يجعل أي مطلع عليه يقول كلمه واحده هي ( فعلا هذا عفو عام ) ، مليون وتقريبا المائتي الف من المواطنين استفادو منه ؟.
فقط الف وستعمائة من المسجونين خرجوا من السجون لغاية مساء يوم الجمعة ؟ ، والمفارقة ما بين الرقيمن أن هناك هامش كبير من التلاعب الارقام ، فمنذ بداية تجهيز حكومة البخيت لموكنات العفو العام ورقم الذين سيشملهم العفو من السجون لم يقل عن ستة الأف من مجموع يقارب التسعة الأف في السجون .
وفي نفس الوقت ذكرت مبالغ مالية ستحرم منها الدولة تقدر بأربعين مليون دينار ، وهناك توفير على الدولة مصاريف تعادل هذا الرقم ، وهذه المصاريف تتكبدها الدولة مقابل وجود الاشخاص في السجون ، والمبالغ التي ستخسرها الحكومة مقابل شطب الغرامات على عدد من المواطنين يمثلون ربما مائة في المائة من المليون والمائتي الف ممن شملهم العفو ، وبحسبة بسيطة لو قسمنا عددهم على مبلغ الخسارة لخرجنا بمالغ بسيطة جدا لاتستحق أن تمن علينا حكومة البخيت بها وتحتفل لأجلها على صفحات الجرائد صباح يوم الجمعة .
وهنا نعيد الكلام مرة أخرى والسؤال للمرة الألف ، كيف يمكن لحكومة أردنية لها من الشعب ستة ملايين مواطن أن توهم نفسها أنها منة عليهم بعفو ( عام ) ، وهي في نفس الوقت لم تعطهم من الجمل سوى ذانه من هذا العفو الملكي ؟ ، ألا يكفي حكومة الخيت تلاعبا في عقول مواطنيها ؟، وهل يعقل أن مواطن عليه مخالفة سير بخمسة عشر دينار سيضطر لحرمان أهله مقابل أن يدفعها ؟ وهل سيتوقف المواطن أو الاجنبي الذي خالف في شروط الاقامة أو البناء أو ماشابه من مخالفات تفرض عليها مخالفات لن يعيد الكره .
إذا اين هو الرادع للمواطن بعدم إعادة ارتكابه للمخالفة ، وهو سيستمر في الحلم أو التفكير أنه في النهاية سيوجد عفو عام ، بينما هناك مواطنين أغلق ابواب منازلهم وقطعت مصادر رزق اطفالهم ، وعانوا الامرين في السجون الاردنية مقابل قضايا مالية شاركتهم بها سوء الاوضاع الاقتصادية في البلد وتقلباتها ،وهؤلاء الاشخاص في أصل دينهم أنهم لم ينكروا هذا الدين بل أقرو به من منطلق رغبتهم في السداد ، ومن خلال اعطاء صاحب الحق شيكات أو أي مستند مالي لايضيع حقه ، ومع ذلك أبقتهم حكومة البخيت خارج نطاق العفو ( العام ) .
ومن مفارقات عفو حكومة البخيت وليس عفو جلالة الملك ( لأن الحكومة فصلته كما تريد كسلطة تنفيذية )، أنها اوجدت عفو خاص داخل عفو( عام ) وشمل عشرون شخص وأعلنت اسمائهم ، وللنظر بتمعن لأسماء عائلات هؤلاء الاشخاص !،ولكن لم تعلن تهمهم للمواطنين كي يعرفوا أو يقيموا هل فعلا يستحقون هذا العفو الخاص ؟ .
ومن المهارات التي تمتلكها حكومة البخيت مهارة شرعنة التجاوز سواء على الارادة الملكية أو على الأداء المنوط بها القيام به ، من خلال استخدامها لسياسية المؤتمرات الصحفية التي تعقدها عقب كل كارثة أو مصيبة تقوم بها ،وهي بهذه السياسية تعطي الفرصة لأقلامها بأن تزين القبيح ، وتختار هذه الاقلام ما تريد من كلام دولته ووزرائه وتوشح به صفحات الصحف اليومية مشكلة بذلك رأي عام مزور يؤيد ما قامت به حكومته ، اذا هي حكومة تعشق التلاعب بالارقام وبعقول المواطنين ، عفانا الله منها ....