أخيرا أجريتها بعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر.. بعد تعب التأجيل ثلاث مرات وما رافقها من تعب الانتظار وهواجسه.. بعد أن كادت كرياتي البيضاء تلعب بي بدل الدوري الواحد كأس العالم ..! انها كريات ترتفع والتخدير يرفض تخديري.. والديسكات الرابطة على ظهري بتواطؤ كبير مع تضيق النخاع الشوكي يمنعوني من الحركة المعتادة.. واخصائي العمود الفقري الدكتور محمد السيد يريد ان يعرف سبب الارتفاع او سبب الالتهاب ان وجد التهاب؟؟ تخمينات ما بعدها تخمينات وهواجس تكبر ولا تصغر وبالذات اذا كانت هذه الهواجس براعية كاملة من زوجتي القاصة هديل الرحامنة التي كلما أطفات نارا اشعلت اخرى خوفا علي وقهرا من حالتي التي وصلت إليها !!
وحين جاء تأكيد الفحوصات ان طبيعة جسمي متمردة وكرياتي البيضاء (هيك هي) تم الموافقة النهائية على العملية.. وها انا أكتب لكم من فوق سريري في مستشفى الكندي وها أنا اجتزت أشواطا طويلة من رحلة الآلام هذه..!
أعترف باني لم اكن اخاف من العملية بل من التخدير الكلي.. فرجل مثلي يكره النوم بالتأكيد فكرة التخدير الكامل ستكون عدوة كبيرة له وهواجسي كانت بانني لن اصحو ثانية واستحضرت عشرات القصص التي سمعتها عن ذلك..! ما أجبنني في هذه وادعيت الشجاعة ومضيت لمصيري.. وها انا اكتب لكم بعد الصحو الكامل.. ولكنني ما زلت اتشحتف لأعرف بماذا كنت اهلوس في لحظة صحوتي الاولى لانه قد قيل لي: خبصت كثير كثير..!