فايز شبيكات الدعجه - كشف تحقيق لصحيفة "نيويورك تايمز" عن أن ما يصل إلى خمس المخدرات المهربة من سوريا يتم استهلاكها في الأردن.
آن الاوان اذن لحل مشكلة فوضى الحدود الاردنية الشمالية، فنسبة الخمس نسبة مفزعة وتكفي لاغراق مجتمع اكبر من المجتمع الاردني بعشرات الاضعاف كالمجتمع المصري مثلا،. الامر الذي يفسر تغلغل المخدرات استنادا الى حجم الانتاج السوري الهائل من المادة ومشتقاتها، وجرائم القتل المروعة التي نفذها المدمنون والمروجون، كان اخرها مقتل مواطن على يد مروج في منطقة الاغوار خلال الايام الماضية.
لا نحن ولا نيويورك تايمز نصدق البيانات المنمقة المحتملة المناقضة التي قد تتلى علينا وتجافي الحقيقة. فالواقع المعاش وتقرير الصحيفة هما الحقيقة ذاتها، واي استعدادات لممارسة طقوس الإنكار وإخفاء حجم المعضلة لن تحجب الحقيقة. ومن ينوي ترديد عكس ذلك عليه أن يتقي الله ويخلو إلى نفسه ويراجع ضميره ، ويطبع تصريحاته بطابع الصراحة والموضوعية والمصداقية.
بالمختصر الشديد.اصبحت سمعة المملكة الاردنية الهاشمية سيئة بسبب الفوضى التي تشهدها الحدود الشمالية، ولن تنقص منها اجراءات الامن العام في المكافحة الداخلية الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر.
انفلات الحدود فاقم من مشكلة المخدرات في كل مناطق المملكة بلا استثناء، وخرجت الظاهرة عن نطاق المعقولية والاحتمال، وهذا التقرير الموثق ينسف العبارة القائلة (إن الأردن ممر وليس مستقر للمخدرات)ويلغيلها تماما.
تقرير الصحيفة العالمية الاولى تقرير موضوعي محايد، وهو الى ذلك ليس تقريرا عاديا،
وانتشر بين سكان كوكب الارض وليس بين الامريكان وحدهم.
اضافة لاراقة الدماء والادمان فقد اغرت فوضى الحدود الاجانب، وتداعوا علينا للاستثمار من كل حدب وصوب، وأصدرت محكمة أمن الدولة الاسبوع الماضي أحكاما مشددة بالسجن تتراوح من 5 إلى 30 عاما مع الغرامات المالية، في أكبر قضية مخدرات شهدها الأردن، وجرمت بها 11 متهما من جنسيات تركية وبنغالية وسورية، بصناعة وحيازة وتجارة المخدرات.
يبدو أن جزر المخدرات انقلب في الآونة الأخيرة إلى مد، ووصل مستويات بالغة السوء، وإلى الحد الذي استرعى انتباه الصحيفة، ودفعها لاعداد التقرير، ولفت نظر العالم الينا التفاتا سلبيا مؤسفا، مما يستدعى اعادة التقييم والمراجعة لاساليب الرقابة على رقابة الحدود.