زاد الاردن الاخباري -
إذا كنت قد أمضيت ليلة تتحرك وتستدير على السرير، فأنت تعرف بالفعل كيف ستشعر في اليوم التالي، حيث ستكون متعب وغريب الأطوار، وفي الواقع إن الحرمان من النوم وفقدان 7 إلى 9 ساعات من النوم الليلي الموصى به يفعل أكثر من مجرد الشعور بالترنح والغضب.
آثار الحرمان من النوم على الجسم
في الحقيقة إن الحرمان من النوم يستنزف قدراتك العقلية ويعرض صحتك البدنية لخطر حقيقي، حيث ربط العلم النوم السيئ بعدد من المشاكل الصحية، من زيادة الوزن إلى ضعف جهاز المناعة.
باختصار، يحدث الحرمان من النوم بسبب قلة النوم المستمرة أو انخفاض جودة النوم، ويمكن أن يؤدي الحصول على أقل من 7 ساعات من النوم بشكل منتظم في النهاية إلى عواقب صحية تؤثر على جسمك بالكامل، وقد يكون هذا أيضًا ناتجًا عن اضطراب النوم الأساسي.
ويحتاج جسمك إلى النوم، تمامًا كما يحتاج إلى الهواء والطعام ليعمل في أفضل حالاته، حيث أنه أثناء النوم، يشفي جسمك نفسه ويستعيد توازنه الكيميائي، ويقيم عقلك اتصالات فكرية جديدة ويساعد في الاحتفاظ بالذاكرة.
وبدون قسط كافٍ من النوم، لن يعمل عقلك وجسمك بشكل طبيعي، ويمكن أن يقلل أيضًا من نوعية حياتك بشكل كبير، ولقد وجدت مراجعة للدراسات أن النوم قليلاً جدًا في الليل يزيد من خطر الوفاة المبكرة.
وتشمل علامات الحرمان من النوم الملحوظة ما يلي:
النعاس المفرط
تثاؤب متكرر
تهيج
التعب أثناء النهار
وتعد المنشطات، مثل الكافيين، لا تكفي لتجاوز حاجة جسمك العميقة للنوم، وفي الواقع، يمكن أن تجعل هذه الحرمان من النوم أسوأ من خلال جعل النوم أكثر صعوبة في الليل.
وهذا بدوره قد يؤدي إلى دورة من الأرق الليلي يليه استهلاك الكافيين أثناء النهار لمكافحة التعب الناجم عن ساعات النوم الضائعة.
وخلف الكواليس، يمكن أن يتداخل الحرمان المزمن من النوم مع الأنظمة الداخلية لجسمك ويسبب أكثر من مجرد العلامات والأعراض الأولية المذكورة أعلاه.
الجهاز العصبي المركزي
جهازك العصبي المركزي هو الطريق السريع الرئيسي للمعلومات في جسمك، والنوم ضروري للحفاظ على عمله بشكل صحيح، لكن الأرق المزمن يمكن أن يعطل الطريقة التي يرسل بها جسمك المعلومات ويعالجها عادةً.
وأثناء النوم، تتشكل المسارات بين الخلايا العصبية في دماغك والتي تساعدك على تذكر المعلومات الجديدة التي تعلمتها، ويترك الحرمان من النوم عقلك منهكًا، لذلك لا يمكنه أداء واجباته أيضًا.
وقد تجد أيضًا صعوبة أكبر في التركيز أو تعلم أشياء جديدة، إلى جانب أنه قد تتأخر الإشارات التي يرسلها جسمك أيضًا، مما يقلل من التنسيق ويزيد من مخاطر التعرض للحوادث.
ويؤثر الحرمان من النوم أيضًا سلبًا على قدراتك العقلية وحالتك العاطفية، وقد تشعر بنفاد الصبر أو تقلبات المزاج، كما يمكن أن يضر بعمليات صنع القرار والإبداع.
وإذا استمر الحرمان من النوم لفترة كافية، فيمكنك البدء في الإصابة بالهلوسة، مثل رؤية أو سماع أشياء غير موجودة حقًا، وقلة النوم يمكن أن تؤدي أيضًا إلى الهوس لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب المزاج ثنائي القطب، وتشمل المخاطر النفسية الأخرى ما يلي:
السلوك الاندفاعي
القلق
الاكتئاب
جنون العظمة
أفكار انتحارية
جهاز المناعة
أثناء نومك، ينتج جهازك المناعي مواد واقية ومقاومة للعدوى مثل الأجسام المضادة والسيتوكينات، وتستخدم هذه المواد لمكافحة الغزاة مثل البكتيريا والفيروسات، وتساعدك بعض السيتوكينات أيضًا على النوم، مما يمنح جهاز المناعة لديك مزيدًا من الكفاءة للدفاع عن جسمك ضد المرض.
ويمنع الحرمان من النوم جهاز المناعة لديك من بناء قواه، وإذا لم تحصل على قسط كافٍ من النوم، فقد لا يتمكن جسمك من صد الغزاة، وقد يستغرق الأمر وقتًا أطول للتعافي من المرض، وقد يزيد الحرمان من النوم على المدى الطويل أيضًا من خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل مرض السكري وأمراض القلب.
الجهاز التنفسي
العلاقة بين النوم والجهاز التنفسي تسير في كلا الاتجاهين، حيث يمكن لاضطراب التنفس الليلي المسمى انقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA) أن يقطع نومك ويقلل من جودة النوم.
وعندما تستيقظ طوال الليل، يمكن أن يتسبب ذلك في الحرمان من النوم، مما يجعلك أكثر عرضة لالتهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد والإنفلونزا، ويمكن أن يؤدي الحرمان من النوم أيضًا إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي الحالية، مثل أمراض الرئة المزمنة.
الجهاز الهضمي
إلى جانب الإفراط في تناول الطعام وعدم ممارسة الرياضة، يعد الحرمان من النوم عامل خطر آخر لزيادة الوزن والسمنة، حيث يؤثر النوم على مستويات هرمونين، اللبتين والجريلين، اللذان يتحكمان في مشاعر الجوع والامتلاء.
والليبتين يخبر دماغك أن لديك ما يكفي من الطعام، وبدون قسط كافٍ من النوم، يقلل عقلك من اللبتين ويرفع الجريلين، وهو منشط للشهية، ويمكن أن يفسر تدفق هذه الهرمونات تناول الوجبات الخفيفة ليلاً أو سبب الإفراط في تناول الطعام في وقت لاحق من الليل.
قلة النوم يمكن أن تجعلك تشعر بالتعب الشديد من ممارسة الرياضة، وبمرور الوقت، يمكن أن يجعلك انخفاض النشاط البدني تكتسب وزنًا لأنك لا تحرق سعرات حرارية كافية ولا تبني كتلة عضلية.
نظام القلب والأوعية الدموية
يؤثر النوم على العمليات التي تحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك تلك التي تؤثر على نسبة السكر في الدم وضغط الدم ومستويات الالتهاب، كما أنه يلعب دورًا حيويًا في قدرة جسمك على شفاء وإصلاح الأوعية الدموية والقلب.
والأشخاص الذين لا ينامون بما فيه الكفاية هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وربط أحد التحليلات الأرق بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
نظام الغدد الصماء
يعتمد إنتاج الهرمونات على نومك، ولإنتاج هرمون التستوستيرون، تحتاج إلى 3 ساعات على الأقل من النوم المستمر، في حين قد يؤثر الاستيقاظ طوال الليل على إنتاج الهرمونات.
كما يمكن أن يؤثر هذا الانقطاع أيضًا على إنتاج هرمون النمو، خاصة عند الأطفال والمراهقين، حيث تساعد هذه الهرمونات الجسم على بناء كتلة العضلات وإصلاح الخلايا والأنسجة، بالإضافة إلى وظائف النمو الأخرى.