بين تموزين... !!
بقلم نورالدين شديفات
14 تموز 1958
هو تاريخ تنفيذ جريمة كبرى بحق العراق وشعبة العظيم هي مجزرة قصر الرحاب، يوم أسود يؤرخ مصرع العائلة الهاشمية المالكة في بغداد التي حكمت العراق في الفترة مابين 1921ـ 1958 في هذا اليوم اغتيل الملك الهاشمي الثالث ترتيبا الملك فيصل الثاني المولود عام 1935 وكان حينئذ ذي 23 ربيعا وقبيل زواجه بأسبوع لن أخوض في أدق تفاصيل مجزرة قصر الرحاب المؤلمة لنا ولكل العراقيين الذين يتذكرون تلك الفترة التي كان فيها العراق مملكة آمنة مطمئنه – فقط سأقتبس لكم المشهد الأخير "النقيب (العبوسي) يقف خلف العائلة المالكة تماماً ، ويفصله عنهم خط شجيرات صغيرة على الأرض. وبلمح البصر فتح نيران رشاشه من الخلف مستديراً من اليمين الى اليسار، فأصابت اطلاقات رشاشه الثمانية والعشرون طلقة ظهر الأمير (عبدالإله)، ورأس ورقبة الملك فيصل الثاني وظهري (الملكة نفيسه و الأميرة عابدية)، ثم لم يلبث أن فتح النقيب (مصطفى عبدالله) نيرانه من الأمام على البشر الموجودين أمامه ، وفتح بقية الضباط المشكلين نصف حلقة نيران رشاشاتهم ، وجاءت النيران من الأمام ومن الخلف ومن الجانب، من كل يد تحمل سلاحاً في تلك اللحظة !! ، أصيب الملك بعدة طلقات فتحت جمجمته وسقط في أحضان الأميرة ( هيام ) التي تهاوت أرضاً ، وقد أصيبت في فخذها، وسقط الأمير (عبدالإله) قتيلاً وانصبت عليه نيران اكثر من فوهة نارية ، وهو يتمرغ قتيلاً على الأرض، ونالت الأميرة (عابدية) والملكة ( نفيسة ) حظهما من رصاص المهاجمين، فتمرغتا بالأرض وهما تلفظان أنفاسهما الأخيرة، واصيب جندي الحرس (محمد فقي) بعدة طلقات نارية صرعته فوراً، وجرحت الخادمة (رازقيه)، وقتل الطباخ التركي ، وقتل أحد الخدم في نفس البقعة أيضاً – فيما رووه الشهود كانت الملكة نفيسة رحمها الله وقبيل خروج المغدورين الأشراف الى حديقة قصر الرحاب تقف وراء الملك فيصل ورفعت القرآن عالياً كي تري المجرمين هؤلاء ان الله هو الحامي.
وفيما روي ونشر أيضا وعلى الرغم أن الملك فيصل الثاني ظل تحت تأثير خاله الوصي الأمير عبدالاله المكروه من الشعب فترة طويلة إلا أنه حاول الابتعاد عن خاله في سنواته الثلاث الأخيرة ليعطي الأمل للناس في طي صفحات سوداء كانت فيها وصاية الأمير عبدالاله سببا في أحداث مؤلمة ومشكلات كثيرة. لهذا ظل العراقيون لغاية الآن ينظرون الى الملك فيصل الثاني نظرة تتسم بالحب والعطف والحنان لكونه لم يقم بأي عمل أغضب الناس أو يستحق عليه الكراهية. وعرف عنه دماثة أخلاقه وطريقته المتواضعة الخجولة في التعامل مع الآخرين طيبا بريئا مسكين لا ذنب له ساعد المحتاجين واليتامى. لهذا كان مصرعه بلا ذنب أو جريرة صدمة كبيرة للناس رغم ما أبدوه من تأييد للعسكريين الانقلابين في صباح الرابع عشر من تموز عام 1958 الذي انهي العهد الملكي في العراق.
ليس لنا حاجة بسرد تاريخ عراق جبار مسكين لا يهدأ لكثرة ما مر بهذا البلد الحبيب من أحداث دموية قد يصعب على متتبعيها تذكرها جميعا. هذا البلد المثقل بالعنف والقمع والتعصب والإرهاب تظل في الذاكرة بل تستثيرها التواريخ، وأحيانا تستعيد ذكراها السنوات وكأنها تقول ما أشبه اليوم بالبارحة. بعد اغتيال آل هاشم الغر الميامين بدأت عهود الدكتاتورية حينا والحكم الفردي أحيانا. فمن حرب إلى حرب ومن مأساة إلى مأساة.
14 تموز 2011
أصدر ائتلاف شباب 24 آذار تصريحاً صحفياً تم الدعوة فيه عن اعتصام مفتوح ينفذ في التاريخ اعلاه أي بعد أقل من شهرين. ويبرر الائتلاف دعوته للاعتصام بأن عجلة الإصلاح لم تتحرك، وقالوا في بيان نشروه مسبقا بأنه سيعلن لاحقاً عن مكان وتفاصيل الاعتصام. هذا ويضم ائتلاف 24 آذار مجموعات شبابية من بينها جمعية المواطنة والفكر المدني، والحراك الشبابي الأردني، وشباب من أجل التغيير، ودستور 1952، وحركة شباب 24 آذار، الإخوان ومجموعات شبابية أخرى.
سؤال من منبر أعلامي حر:
لماذا أختار أتلاف شباب 24 آذار التاريخ 14 تموز تحديدا وليس 23 تموز مثلا.!!!!
يبقى الباب مفتوح على مصراعيه ليجيبنا عليه المنظرين وعرابي الفتن في هذا البلد ...
ملاحظة
ما بين تموز 1985 وتموز 2011 جراح ومؤامرات كبرى حيكت للعراق والأردن ولكل شيء أسمه عربي فقط تشابهت أدواتهم تحديدا "ثلة من العملاء وإعلام فاسد" وبعض أناشيد وخطابات رنانة فيها مصطلحات "الإمبريالية، التبعية، عملاء الاستعمار، الصهيونية، وبعض كلمات تدعو الى الجهاد من تحت مكيفات الاستوديوهات .... الخ من الديباجة المعروفة لكل أشراف العرب".
أعلن عن نيتي إنشاء حزب اسمه "أبناء تراب الأردن الطهور" وليس مطلوبا من الحكومة ترخيصة وليس يطالب بمقاعد في مجلس النواب وا تمثيل حكومي ..هو حزب يؤمن بالعقيدة التالية تباعا "الله ... الوطن ... الملك"
وعاش الأردن هاشميا سيدا حرا أبيا وحمى الله شعبه من خفافيش الظلام
مراجع:
مرجع 1: كتاب الملك فيصل الثاني آخر ملوك العراق – لطفي جعفر فرج
مرجع 2: الاميرة بديعة حفيدة الشريف الحسين برنامج وثائقي قناة الشرقية "وريثة العروش آخر أميرات العراق"
http://www.youtube.com/watch?v=anK0_v7ipEw