وطننا بهذا الحجم.. ألا نصونه؟!
حبا الله الاردن ان يكون مسقط رأس بعض الانبياء والبعض الآخر أقام على هذه الأرض .. لوط وموسى وهارون وشعيب ويحيى وعيسى عليهم السلام. وصحابة رسول الله دفنوا في الاردن زيد بن حارثة وابوعبيده عامر بن الجراح وعامر بن ابي وقاص ومعاذ بن جبل وشرحبيل بن حسنه وضرار بن الأزور وعبدالله بن رواحه. بالاضافة الى اضرحة الصحابة فروة بن عمير الجذامي وابو ذر الغفاري وجابر بن عبدالله الانصاري والحارث بن عمير الازدي وكعب بن عمر الغفاري.
الوطن الأردني .. ارض مقدسة.. هناك من الانبياء والصحابة من عبروا .. ومنهم من له مقامات مازالت شاهدة على طهارة هذه الأرض. هنا مؤته ومن استشهد فيها .. جعفر بن ابي طالب ورفاقه.. اليرموك ومعارك اخرى دارت على هذه الأرض.. وعلى هذه الأرض من يستحق الحياة.
الارض الاردنية التي تشهد عليها قصور الامم السابقة كقصر عمرة وقصر الحلابات وقصر الأزرق وقص الخرانه ، بالاضاف الى القلاع الاسلامية مثل قلعة الربض وقلعة الكرك وقلعة الشوبك..وهناك ايضا المغطس في وادي الخرار ومكاور.
نستذكر تاريخ كوكبة من الاردنيين الأوائل الذين ضحوا من اجل الاردن وقضاياه ومن اجل القومية العربية ؛ فمنهم من قاتل وكتب تاريخه بدمه وشجاعته ومنهم من كتب موقفه بجرأته وبعد نظره وترك بصمة شاهدة عليه وعلى اخلاصه لوطنه.
وفي السنوات الاولى لتأسيس الدولة الاردنية جاء الى الاردن مجموعات من العشائر والعائلات السورية والحجازية والفلسطينية واللبنانية والعراقية والشركسية والشيشانية ، وانصهر الجميع في بوتقة واحدة .. في وطن واحد من شتى الاصول والمنابت وشكلوا وطنا انموذجا في التآلف والمصاهرة والحميمية .
نستذكر رجالات الاردن في القرن العشرين الذين قدموا وضحوا ومضوا ومازالت سيرتهم عطرة.. تغلفها نظافة اليد والقلب واللسان.
مازلنا نستذكر الشيوخ الافاضل الذين ساندوا الثورة العربية الكبرى ووضعوا ايديهم بأيدي بني هاشم ليصنعوا المجد ويقيموا الدولة الأردنية . ونستذكر بعض الأسماء على سبيل المثال لا الحصر وهم : عوده ابوتاية وحمد بن جازي وحسين الطراونه وذياب العوران وكليب الشريده وعبدالقادر التل وفواز بركات الزعبي والشهيد كايد مفلح العبيدات ومحمد المحيسن وصالح العوران وسليمان الروسان ودليوان المجالي ورفيفان المجالي ومحمود كريشان وشفيق ارشيدات ومثقال الفايز ومحمد المنور الحديد
أما رؤساء الوزارات الذين مايزال الشعب يذكرهم ويتمنى ان يرى شبيهم امثال وصفي التل وهزاع المجالي والشريف عبدالحميد شرف.ونستذكر رجال كان يضرب بهم المثل في النزاهة والأمانة أمثال محمد عوده القرعان وحكمت الساكت. ونستذكر الشريف الحسين بن علي الذي تبرع بمبلغ كبير لاعمار المسجد الأقصى في عام 1924م.
هذا الوطن الأعز.. الذي ساهم في بناءه الهاشميين والاردنيين اجدادنا وآبائنا وورثناه وطنا له مكانته بين الدول ، الى ان هبطوا علينا من يسمون بالليبراليين ومارسوا علينا ليبراليتهم وقاموا بتفكيك هيبة الدولة وبيع منجزاتها وثوابتها وبيع وخصخصة شركاتها الناجحة والتي كانت تدر الارباح وترفد خزينة الدولة بالاموال ؛ فكانت المديونية لاتتجاوز السبعة مليارات حتى نهض الشعب بعد تخديره بالاوهام ، فوجد امامه مديونية وصلت الى ستة عشر مليار . كيف؟ لاندري .. كل ماندركه انهم اوهمونا بالمشاريع والخصخصة والاستثمار وبيع مقدرات الوطن وتكديس اموالهم في بنوك اكثرها خارجية واجنبية .. مثل خفافيش الليل سرقوا ونهبوا اموال الشعب واثقلوا كاهله بالضرائب ورفع الاسعار واللعب بالنفط واستيراده وبيعه للمواطن لايدري آلية تسعيره لحد الآن ، وتفكيك دور الدولة الاقتصادي والاجتماعي وخدماتها وتنطح بعض الاعلاميين بوصف فئات من الشعب انهم عالة على الحكومات ويجب ايقاف الدعم عنهم .
وشاهدنا كيف ان سياسات الاستنزاف للهوية الوطنية الاردنية فشلت أمام الوعي الاردني والفلسطيني. ولكن الخطر مايزال قائما بطرح مشروع الوطن البديل من قبل العدو الصهيوني واعوانه.
ان مايمر به الوطن العربي الآن من حراك جماهيري في بعض الدول لهو دليل على تغول الفساد والفاسدين . وكما هو حاصل عندنا هنا في الاردن اناس يريدون الاصلاح وآخرين يمارسون الشد العكسي حتى لاينكشف امرهم . انها معركة الاصلاح بين الطرفين؛ فهل يتحقق الاصلاح ياترى؟
بسـام العـوران
Bassam_Oran@hotmail.com