اخذت عهدا على نفسي أن لااتحدث بالشأن السوري ، وذلك من منطلق أنها حركة شعبية تحمل في طيات تناقضات سنوات عديدة من الصمت الشعبي والقمح الحكومي .
ولكن موقف الاسلامين الاخير واعلانهم عن المطالبة بطرد السفير السوري ، بعد فترة صمت طويلة تجاوزت الشهر، هو ما جعلني اوجه كلامي لقيادات هذه الحركة ومن منطلق الحرص على بقاء ماء الوجه لها .
ليس من المنطق السياسي أن تتحرك حركة بهذا الحجم بالشارع الاردني بمزاجية واضحة ، وبدون نهج واضح ، وفي تصريحها الاخير أكبر دليل على المتاهة الفكرية والسياسية التي تعيشها هذه الحركة ، وبالعودة الى الوضع المحلي لايغادر ذهني تصريح لأحد مسؤولي هذه الحركة قبل ايام من أنهم أي الحركة الاسلامية كانت على صواب كبير لأنها لم تشارك في الحكومة أو في الانتخابات ، ومن هذان الموقفين سواء بما يتعلق بالشأن السوري أو الشأن المحلي ، أجد ان هذه الحركة تكتفي بمراقبة نقاط الفشل لتؤكد على صحة مواقفها السابق من المواضيع مدار الخلاف في الساحة المحلية .
وهي حركة لن تستطيع أن تعطي لنفسها الوقت المناسب لقياس الامور على أسس أن الحياة دائما تحوي الجانب السيء والجانب الحسن ، وانه يمكن لنسبة صغيرة جدا من الجانب الحسن أن ينمو ويطغى على الجانب السيء ، وحسب العقلية السياسية لهذه الحركة نجدها تسير على الأية القرأنية ( ولاتقربوا الصلاة .. ) ولاتكملها ، لأنها نجد في الوقوف عند هذا الحد يبقيها في مسافة أمنة من الوقوع في شبهة المشاركة بالحياة السياسية في البلد .
وفي مطلبها بطرد السفير السوري ( وهنا ليس دفاعا عن النظام أو السفير السوري ) لأكبر دليل على انها حركة تفضل ركوب الموجة بعد أن تصل للشاطىء مرتفعة ، لايمكنها أن تغامر بركوبها منذ بداية تشكيلها في منتصف البحر خوفا من الغرق ،وهنا أقول لهذه الحركة الوطنية أنها أكبر من أن تخاف الغرق .