كثيرة هي الدول العربية التي دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بل إن دولة مثل لبنان استطاعت أن تهزم الكيان الصهيوني " غينيسيأً" بعد أن هزمته عسكرياً، حيث حطم اللبنانيون الرقم القياسي الصهيوني لأكبر صحن تبّولة، كما استطاعت السلطة الفلسطينية وبإشراف ومشاركة مباشرة من القائد الوطني سلام فياض أن تصنع أكبر "صدر كنافة" لتدخال هي الأخرى موسوعة غينيس في مواجهة الاحتلال ب"الصدور" الكنافية.
في الأردن ارتأت حكومتنا أن تكون الأكثر تميزاً، فاختارت الإصلاح السياسي كمدخل لتسجيل اسم الأردن في موسوعة غينيس، وانبرت لجنة الحوار الوطني لهذه المهمة الوطنية، فخرجت علينا ثلاثة إنجازات تاريخية تسجل بأحرف من ذهب ونستطيع من خلالها الدخول بكل قوة إلى موسوعة غينيس، وهذه الإنجازات هي :
1_ جائزة غينيس لأعلى نسبة حسم في تاريخ الانتخابات على مستوى الكون، فاعتبار المحافظة دائرة انتخابية واحدة واعتماد القائمة النسبية فيها سيجعل نسبة الحسم للحصول على مقعد في دائرة بدو الجنوب – على سبيل المثال – 33.3% من أصوات الناخبين أي ثلث الأصوات، وهي نسبة تخطت الرقم القياسي المسجل حالياً باسم تركيا والبالغ 10% فقط.
2_ جائزة غينيس في عدم الحسم: ففي ظل نسب الحسم المرتفعة جداً في المحافظات- كما ذكرنا في الإنجاز رقم واحد - ، سنجد أنفسنا أمام حالة لم يشهد التاريخ مثيلاً لها، حيث سنرى بعض الدوائر الانتخابية التي لم تحصل أي قائمة فيها على نسبة الحسم المطلوبة، وبالتالي تخرج هذه الدائرة بلا ممثلين في البرلمان ؟؟!!
3_ جائزة غينيس في تمزيق القوائم : فكرة القوائم جاءت كي ينتخب المواطن على أساس البرنامج الانتخابي، وأن يكون هنالك تحالف بين أعضاء القائمة، ولكن مع إقرار القائمة المفتوحة، يصبح لزاماً على كل عضو في القائمة أن يعمل لإسقاط زملائه في نفس القائمة بحكم أنه سيتم تحديد أسماء الفائزين في هذه القائمة وفق عدد الأصوات التي يحصل عليها المرشحون ضمن القائمة. وبهذا تصبح الأردن الدولة الوحيدة في العالم التي تطبق القائمة النسبية لضرب الحياة الحزبية، حيث سيتنافس أبناء الحزب الواحد أو التيار الواحد لضرب بعضهم بعضاً من اجل الحصول على أعلى الأصوات !!!
مبروك للأردن وللوطن العربي ولمسيرة الإصلاح هذا الإنجاز، وننتظر أن تكتمل فرحتنا عندما يتم تحويل هذه المخرجات إلى مجلس النواب "الوهمي" ليضع لنا بصماته الإبداعية في رفع حجم الأرقام ال"غينسية" بعد أن كان سباقاً في تسجيل الرقم القياسي في الولاء للحكومات ب"111" صوت ولا صوت أم كلثوم بزماناتها ... وآخر دعوانا أن الحمد لله.
فاخر دعاس
12 حزيران 2011
المقال ومقالات أخرى للكاتب على الرابط التالي :
http://fakherdaas.wordpress.com/