ليست المرة الاولى التي يتطور بها النقاش الى الضرب في العبدلي ،ولن تكون الاخيرة ،لكن الملفت هو حالة التشنج التي يعيشها بعض النواب،حالة غريبة عجيبة لا يمكن ان تكون في مدارس ابتدائية.
ينسى بعض النواب وهم يشمرون عن اذرعهم بهدف القتال انهم ممثلون للشعب ،وان الشعب الاردني شعب حضاري وحواري ومتعلم ومثقف،يواجه الحجة بالحجة ،فلماذا ينزل بعض النواب الى هذه المنزلة ويساهمون مع بعض كارهي العمل النيابي الى تكريس مقولة ان المجلس لا يمثل الشعب .
ما جرى امس الاول غير مقبول حتى في الحارات مع الاحترام للحارات ، والسؤال المثار الان :لماذا حدث كل ذلك ،ومن المستفيد مما حدث ،وما هي نتائجه وتبعاته؟
نعم ،لقد تعرضت صورة المجلس الى الخدش حتى لا اقول الى التهشيم، فمن يرمم هذا الخدش في وجه المجلس التشريعي الذي يعد من اهم السلطات التي تشرع وتراقب للوطن.
اشعر بالاسى والحزن ،وانا ارى ما وصلت اليه الامور من حالة التعبير عن الاختلاف ، مع انها حالة صحية ،بل مطلوبة تماما ،وهي حالة تثري وتقدم منتجا وطنيا يعزز حالة الديمقراطية في الوطن .
امام حالة الاحتقان التي يعيشها المجلس،والذي ساهمت بها حالة من التجييش في وسائل التواصل الاجتماعي حول اضافة كلمة الاردنيات وحالة الرفض المفتعلة لمخرجات لجنة الاصلاح ،وجد النواب او عدد منهم انفسهم امام حالة اختبار صعبة،فعبر البعض عن هذه الحالة بانفعال يعكس حالة مضطربة ولا تكون صورة او رأي عن التعديلات ،فاذا وافقوا عليها حاكمهم الفيسبوك ،واذا ردوها وقعوا في حرج،هذا هو ملخص حالة الاضطراب وعدم التوازن التي يعيشها المجلس .
آمل ان نتجاوز الفعل ورد الفعل وتسير الامور في نصابها الصحيح ،مثلما آمل من عقلاء المجلس وهم كثر، وعلى رأسهم الرئيس النائب المخضرم عبدالكريم الدغمي لعقد جلسات حوار مغلقة تهدف الى الخروج بمنظومة سلوك تنظم عمل المجلس،وتؤسس لحالة جديدة من العمل النيابي البعيد عن التشنجات والمواقف المسبقة،لصالح الرأي المتزن والواضح البعيد عن المصالح والذي يصب في مصلحة الوطن،حتى وان اختلف مع آراء وطروحات اخرى ،لاننا في وطن نختلف ونتفق ،نختلف على الشكليات والمجريات لكننا نتفق على المصلحة العليا للوطن .
رئيس المجلس عبدالكريم الدغمي ،مخضرم وصاحب تجربة،ولديه رأي ورؤية اثق تماما بانه سيعبر بالمجلس الى بر الامان وصولا الى مصالحنا الوطنية العليا ، فمجلس النواب يمثلنا جميعا،ونوابنا الاجلاء نحن منهم وهم منا ،والوطن وطننا بنيناه بالعرق والدم .