أقمنا الدنيا ولم نقعدها ، ورفعنا اصواتنا وشحذنا رؤوس الاقلام ومفاتيح الكي بورد ، ولم نبقي أو نذر للحكومة وخالد شاهين ، وفجاءة صمت مطبق يشبه نهاية أي فيلم سينمائي ، بعد أن تنتهي اخر لقطة ويتبعها تتر الاسماء تصبح الشاشة سوداء .
بكل هدوء انتهت القصة السينمائية الاردنية ، وكانت اخر جملة في الفيلم ، أن اللجان الطبية هي من تتحمل المسؤولية ، وجميع الكمبارس الذين قتلوا أو أصيبوا خلال الفيلم لاعزاء لهم سوى بقايا ذكريات سيئة من الضرب والتلطيخ بالكتشب والقليل من المكياج ، أما البطل الرئيسي فحمل على أكف الراحة وغادر موقع التصوير كي يمضي في رحلة استجمام ونقاهه ، بعد أن قبض كل اتعابه ، وحمل معه بطلة الفيلم كي يكتمل الواقع السينمائي ، وبطلة الفيلم هنا هي المسؤولية القانوينة لجميع ما تم مشاهدته في العرض السينمائي .
والملفت للأنتباه في هذا الفيلم أن شخصية البطل ظهرت بمظهر واحد ولم يتغير ، وكانت عبارة عن صورة فوتوغرافية أخذت له بلحظة سعادة وصفاء ذهني ، أما بقية الكمبارس والممثلين أجبروا على التواجد في ساحة التصوير من ساعات الفجر لمنتصف الليل ، وهم يعيدون القطة وراء اللقطة كي تتسق مع لقطة البطل الرئيسي ، حتى البطلة نفسها تم إعادة ترتيب مظهرها بما يتماشى مع مظهر البطل ، للحظة ما وجدت نفسها تأخذ جميع مقاسات حجم البطل سواء من السمنة أو شيب الشعر أو الابتسامة .
وخرج المشاهدين من القاعة بعد ان دفعو ثمن التذكرة مضاعفا وهم يبتسمون وعلى لسانهم كلمة واحدة فقط : فعلا هذا فيلم سينما ؟؟؟