شهيدة الحرمان
تناقلت وسائل الإعلام وفاة
الطفلة عبير(11عاما) دون أن تتمكن من تحقيق أمنيتها باحتضان والدها كبقية أطفال العالم، فقد دخلت في غيبوبة لعدة أيام جراء الصدمة العصبية التي أصابتها، والخوف الذي انتابها بعد منعها من معانقة والدها المسجون في سجن النقب الصحراوي، ويقضي فيه حكما بالسجن المؤبد أربع مرات، أمضى منها ثمانية أعوام.
لقد حاولت عبير في زيارتها الأخيرة له بكل ما تملك الطفلة المحبة لوالدها من قوة للوصول إليه من خلف الجدار الزجاجي الذي يفصلها عنه إلا أن كل المحاولات فشلت بإقناع السجان بتمكينها من الوصول إليه ومعانقته؛ مما أدى لإصابتها بحالة من الصدمة الشديدة بدأت معها تفقد السيطرة على نفسها؛ مما اضطر أسرتها لنقلها إلى المستشفى الذي أوضح بأنها تعرّضت لصدمة نفسية عنيفة.
كانت عبير متلهفة لملامسة أبيها واحتضانه، ولكنها منعت من ذلك، فاشتد غضبها، وأخذت تضرب الجدار، أصيبت بعد ذلك بحالة عصبية أوصلتها للشلل، ثم الموت.
كان حلم عبير احتضان والدها للمرة الأخيرة قبل استشهادها، إلا أن جبروت الاحتلال منع تلك اللحظة الإنسانية بين الطفلة ووالدها الأسير.
إن ما تقوم به إدارة سجون الاحتلال في الزيارات الأسرية من إجراءات عقابية بحق الأسرى، ومنع الأطفال فوق الستة أعوام من احتضان آبائهم يؤثر سلبا على نفسية الأطفال، وهذا ما حدث مع الطفلة الشهيدة عبير. لقد كشفت الجريمة عما يتعرض له الأسرى وعائلاتهم في سلسلة إجراءات المنع
والقهر المتواصلة.
ستبقى قصة عبير دلالة دامغة تعبّر عن معاناة الأسرى وذويهم من جهة مثلما تعبّر عن ظلم الاحتلال وقهره لأطفال فلسطين من جهة أخرى.