لقد كان خطاب جلالة الملك بمناسبة أعياد الوطن واضحاً وضوح الشمس، رسم خريطة الطريق للجهد الإصلاحي للدولة ، وتطرق فيها الى كل التساؤلات مؤكداً على كل الضمانات التي قطعها جلالته من قبل بأن جلالته هو الضامن للأصلاح عندما طالب البعض بالضمانات, فجاء خطاب جلالته إجابة على كل ما يدور بالخلد سواء صرّحنا ام لم نصرّح. فكان خطاباً متميزاً لا يقل أهمية عن خطاب العرش الذي يفتتح جلالته به الدورة البرلمانية.
رغم كثرة وتنوع المواضيع التي تطرق اليها جلالته والتي تحتاج الى أكثر من مقال إلا أنني أحببت الوقوف عند نقطتين مهمتين جداً والتي أكد جلالته عليهما، أولاهما أن الوطن للجميع وليس لفئة معينة دون الأخرى أو لحزب دون غيره، نتنافس جميعا بشرف لخدمة هذا الوطن، وتكون مواطنتنا بقدر انتمائنا لتراب هذا الوطن وهواه وليس لانتماء خارجي؛ فلا يحق لجماعة الادعاء بأنهم أحرص على الوطن من الآخرين ليهاجموهم بناء على هذا التصور الخاطئ.
كذلك أكد جلالته أنه للكل أيضا ويقف على نفس المسافة من الجميع فكما قال حلالته ( لا يجوز لرب الأسرة أن يميز أبناء على أبناء، فالكل أبناؤه). فحبنا لجلالته لا يجوز ان يكون مصدر فرقة بين أبناء الشعب الواحد. وهنا لا بد من التأكيد أنه لا يوجد إجماع بأي دولة على قيادتهم كأجماع الأردنين على العرش الهاشمي حتى ممن هم أقطاب للمعارضة، فلا داعي لمزيد من الشرذمة وتفتيت المجتع متذرعين بهذه القضية.
بناء على النقطتين السابقتين والنقاط الأخرى التي ضمنها جلالته من قوانين وتشريعات ومحاربة فساد وحقوق للمرأة نطرح السؤال التالي على الإخوة المتظاهرين المعتصمين : ألم يحن الوقت أن نعطي الوطن فرصتة الكافية للأصلاح؟ لماذا لا نضع جميعا أيدينا بيد جلالته في جهوده الإصلاحية؟ ألم يحن الوقت للتوقف عن اتهام غالبية الناس بالفساد؟ هذه أسئلة مشروعة طبعاً يطرحها كل من يشاهد إصرار البعض على المضي بالاحتجاجات.
ان ما يلفت النظر بموضوع الاحتجاجات انها أصبحت تتنقل بيين المحافظات وخاصة بالجنوب؛ وهنا يبرز السؤال التالي هل من يتظاهر هناك كلهم من أبناء الجنوب أم ضيوف من العاصمة يحضروا ليشحنوا الناس ثم يعودوا الي بيوتهم بعمان. وهنا لا أريد أن أزيد على ما تفضل به الدكتور بسام البطوش في مقاله " الهروب الى الجنوب" فقد قال الكثير الكثير وهو أحد ابناء الجنوب ويمكن الرجوع لمقاله على هذا الموقع.
ختاما فأن جلالته قد وعد بكل انواع الإصلاح ولكنه قال بالإصلاح الحواري وليس بضغط الشارع، فلا بديل عن الحوار ، فالإصلاح ليس حكرا على أحد ليجيز لنفسه مالا يجيزه لغيره.
كل عام والوطن وقائد الوطن والشعب الأردني بكل خير
alkhatatbeh@hotmail.com
alkhatatbah.maktoobblog.com