ما المانع أن يكون كل واحد فينا مليونيرًا..؟ ماذا سيحدث لو نام كلّنا ولكن فرادى على عشرين أو خمسين مليوناً من الدنانير..؟! ماذا لو كلّ ذي عينين وقدمين صار قادرًا أن يأكل ما يريد من المحيطات والصحارى و جنان الأرض..؟ ماذا لو ركب الأردنيون كلّهم المرسيدس آخر موديل؟ حرام يعني لو عندما يقول الأردني: أيْ .. لا يختار المستشفى الذي يطمئن إليه وبفلوسه..؟!.
أعرف أن المجتمع أي مجتمع يجب أن يكون فيه الغني و الفقير.. الناس اللي فوق و الناس اللي تحت.. الناس التي لا تمشي على أرض و الناس التي تموت قهرًا على أرضها..! أعلم كلّ ذاك وأكثر.. ولكن.. سؤال العدالة الاجتماعية يطاردني منذ خمسين عامًا وأنا أرى الذي معه (تأمين صحي) يستطيع أن يتدلّل قليلاً.. والذي ليس معه (ينقصف عمره) ويدوخ السبع دوخات وهو يبحث عمّن يؤمن له قليلاً من العلاج..! كلّ شهر عندما أصرف أدويتي؛ أتساءل: ثمنها أكثر من 150 دينار شهرياً و التأمين يأخذ فقط 20% .. طيّب المئات والألوف الذين مثلي ولا تأمين لديهم ماذا يفعلون؟! .. الله يا زمن اللاعدالة.. يا زمن المرض الحقيقي فيه مرض الحاجة..!
لو كنّا جميعًا مليونيرات .. سيضع الملوّثون خطّتهم لكي يحيلوننا إلى (مديونيرات).. لن تستقيم حياتهم إلا بلهاثنا وبأمراضنا وبمدّ أيادينا إليهم: لله يا حيتان.. لله يا ناس يا اللي فوق..!