يعيش وزير تربيتنا أقسى لحظات عمره.. وقد يكون تندّم على اللحظة التي وافق أن يكون فيها وزيراً..،، ولا أعتقد أنه الآن يشعر بلذة قشعريرة كلمة "معالي" عندما يناديه أحدّ بها..،،.
ولأنني أريد أن أساعد معاليه في تجاوز محنته.. فقد تخيّلتُ نفسي مكانه "لا سمح الله".. فوجدتُ أنني كوزير تربية بالذات: يجب أن أعطي مثالاً في التربية.. لذا يجب أن أعمل "رحلة خلاوي" لكل الموظفين الكبار المسؤولين عن النتائج في الوزارة.. ويجب أن أقود "باص الرحلة" أنا بنفسي.. وأشغل أغنية "يا شوفير ادعس بنزين عَ المية وتسعة وتسعين".. وأسلك بهم كل الطرق المُخيفة في الأردن كطريق الموجب مثلاً..،، يجب أن يشعروا بالرعب.. يجب أن تعلوا أصواتهم: مشان الله رح نموت.. مشان الله خفّف السرعة..،، وأنا الداعس على البنزين ع الآخر وآخر الآخر أؤكد لهم أن "عداد السرعة" لو تمّ إدخاله على بيانات "نتائج التوجيهي" فسيكون عداد سرعة السيارة "تحت الستين" يعني "أنا مش مسرع".. لذا يجب أن ترتعبوا كما أرعبتم الأردن كلها..،،.
ولو كنتُ مكان وزير تربيتنا.. لدعوتُ الطلبة المتضررين وأهاليهم وجيرانهم ومعارفهم.. وجمعتهم على صفي طريق طويل ونزلتُ فيهم جميعاً "تبويساً ودموعاً" وأنا أقول: سامحوني والله ما أعيدها.. أبوس التوبة..،،.
وأخيراً لو كنتُ مكان وزير تربيتنا.. لأدخلتُ منهاجاً تربوياً طارئاً يُفرض على كل المراحل الدراسية: اسمه "كيف تخطئ وتخطئ وتخطئ ولا تستقيل..؟؟)..،، أو "كن وزيراً ولا تبالً"..،،.
abo_watan@yahoo.com