زاد الاردن الاخباري -
دفعت الظروف الاقتصادية والاجتماعية عددا من النساء للزواج من العمالة العربية الوافدة التي تسعى للزواج من اردنيات لتحقيق مكاسب اقتصادية تتمثل بتأسيس مشاريع خاصة بهم ولتلافي بعض اشكاليات الاقامة وتصاريح العمل, وبعد انتهاء مصلحة الزواج ربحا او خسارة يتسلل الزوج عائدا الى بلده تاركا خلفه ابناء وزوجة بلا هوية وبلا ادنى الحقوق الانسانية.
ويقول المواطن عثمان العطيان ان زواج الاردنيات من العمال العرب خلف العديد من المآسي للاسر والزوجات المهجورات اللواتي لا يجدن الرعاية من الاهل او من المجتمع كون النظرة لهذه الفئة من النساء تكون سلبية مع انهن ضحية ظروف لم يصنعنها فالفقر والبطالة اسباب ادت الى هذا الزواج وللاسف فبعد هجرة الزوج وعودته الى بلده تتضاعف المشاكل على اهل الزوجة وهناك ضحايا من الاطفال منهم من تعرض للموت ومنهم ما زال يعاني التشرد لا اهل ولا بيت ولا ينال ابسط الحقوق التي تنادي بها منظمات حقوق الطفل.
المواطنة شفا ام لثمانية اطفال دفعتها الظروف الى الزواج من عامل وافد انجبت منه ابناءها الذين حرموا من حقهم بالتعليم والرعاية وتقول شفا لقد غادر زوجي الذي يحمل جنسية عربية الى بلده بسبب مخالفات ترتبت عليه تاركا خلفه ابناءه الذين لا معيل لهم الا من العمل الذي اقوم به وهو بيع الخضار وتامين الحد الادنى من مصاريفهم التي تتمثل بالاكل والشرب.
العرب اليوم زارت بيت الزوجة شفا المكون من غرفة واحدة اسمنتية والسقف عبارة عن لوح زينكو وخلال الزيارة صادف هطول الامطار لتتجلى معاناة الاطفال باقصى اوجاعها فهم يلتقون وسط الغرفة يلفهم غطاء لا يكاد يقيهم البرد مع عدم توفر الكهرباء داخل الغرفة.
تقول الام نفتقد الى ابسط وسائل الحياة من كهرباء وتلفزيون وحتى لنوعية الطعام الجيد ومع ذلك كل ما نريد ان يسمح للاب بالعودة الى الاردن ليرعى ابناءه الاطفال الذين من المفترض ان يكونوا الان على مقاعد الدراسة.
وعلى مسافة ليست ببعيدة تقبع حكاية اخرى للزوجات المهجورات, فأم صابر تركها زوجها خلسة من دون سابق ميعاد عائدا الى بلده تاركا خلفه ابن وابنة لم يتجاوزا من العمر وقت مغادرته 4 سنوات.
تروي ام صابر حكايتها قائله اضطررت للزواج من عامل وافد بسبب الظروف الاقتصادية التي نعاني منها ومن اجل التخفيف من الاعباء المالية التي تترتب على العائلة وكانت حياتنا الزوجية تسير مثل اي عائلة بدون مشاكل لكن فجأة غاب زوجي عن المنزل لعدة ايام وبعد السؤال تبين بانه غادر الى بلده فحاولت الاتصال به وتحديد عنوانه لكن من دون طائل لكن علمنا من بعض معارفه بانه توفي منذ زمن ومن يومها فقدت الامل باي اتصال به واخذت على تربية ابنائي من خلال عملي الصعب بالزراعة.
صابر هو الاسم الرمزي الذي ارادته الام لابنها الذي يبلغ من العمر الان 18 سنة يقول عشت في ظروف بغاية القسوة لانني افتقد معنى علاقة الاب بابنائه,هذا الاحساس اوجد عندي احساس بالنقص الى درجة انني اهرب من مواجهة اي شاب يلتقي بوالده في جلسات اسرية لان هذا يشعرني بفقدان شي لم اعشه ويضيف صابر تمكنت من اكمال دراستي للمرحلة الثانوية وهذا بفضل اصرار والدتي التي شقيت من اجل تعليمي انا واختي رغم ظروف العمل القاسية التي تعمل بها في حر الصيف وبرد الشتاء.
اما شقيقة صابر والتي تم خطبتها لاحد اقارب والدتها فهي وجدت بتلك الطريقة الخطوة الاولى نحو الاستقرار في بلد لا ترى اعلى منه على قلبها.
مدير التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة الوطنية في لواء دير علا ناجي العلوان قال ظاهرة الزوجات المهجورات للاسف اصبحت تشكل حقيقة مؤسفه يدفع ثمنها المجتمع خاصة الاطفال الابرياء اضافة الى المؤسسات الرسمية التي يطالبها البعض بتقديم العون المالي لابناء الاردنيات المتزوجات من غير الاردنيين وهذا بالطبع مخالف للقانون فالدعم المالي بموجب القانون يكون للاردنيين فقط ونحن من هذا المنطلق نقوم بدعم الزوجة الاردنية المتزوجة من غير الاردني لان القانون ينطبق عليها فقط من دون ابنائها اي ان المعونة يتم تخصيصها للام بغض النظر عن عدد اطفالها ولدينا العديد من الحالات التي تتقاضى معونة نقدية لكن العدد الذي لدينا لا يعكس حجم واقع المشكلة.
ممدوح النعيم / العرب اليوم