منذ ان بدات النهضة العربية الكبرى، لتحرير العرب من الظلم والاستبداد. وهي الثورة الوحيدة في العالم التي ضحى قائدها في ملكه ، و الوحيدة التى قامت على مبدأ انقاذ العرب من الظلم باستخدام روح الفكر ، وهي لم تحمل السلاح ولم تحمل المال ،ولكنها انطلقت لتعزز روح العقل، وتطالب في تحقيق الحرية للعرب ، وتوحيدهم ضمن امة واحدة على اراضيهم.
لكي نستفيد من المصادر الفكرية، لابد من هدم الرواسب الفكرية العالقة في الذهن، وهدم الأفكار الرجعية ،حيث العقل أداة الإنسان الأولى لبناء فكره. فالثقافة لا تمنح بل تكتسب. وهي اساس في بناء الفكر، ولابد من التحليل والتدبر علماً بان "الأفكار تتكلم ولكن بصمت"، وخير الناس من جمع عقول الناس إلى عقله . لذلك يجب ان لا تحب فكرة لمجرد أنها كانت تلائم نفسيتك ، بل تعامل معها بوحي من العقل والحكمة وليس بوحي من الهوى النفسي. حيث الفكر وسيلة وليس هدف. لأن من يرى ان هدفه الوحيد هو التحصيل الفكري فقط فإنّه يعيش في حدود ذاته الضيقة .
والهوية الوطنية في كل أمّة هي الخصائص والسمات التي تتميز بها، وهي متغيرة عبر مراحل تطور المجتمع المختلفة.و تتشكل “هوية الأمة” نتيجة دمج الهويات الوطنية المنجزة ، بعدما يتم تخطي واقع المجتمع البدائي ، إلى المجتمع المنتج الحديث. والهوية الوطنية. تشكل القاعدة المادية والشرط الرئيس لدمج المجاميع في مجتمع موحد وهوية وطنية واحدة.
لا بد من معرفة مايلي عند الحديث عن الهوية الوطنية :
ـــ هناك تأثير وتأثر بدول الاقليم ودول العالم سياسيا واقتصاديا وامنيا ، والاردن ليست بمعزل عن دول الاقليم ودول العالم .
ـــ الاستقرار في فلسطين يعني استقرار في الاردن.
ــ ارتفع عدد سكان الأردن من حوالي 586 ألف نسمة في عام 1952 إلى 10,820,644مليون نسمة في نهاية عام 2020.
ــ يستضيف الأردن أعلى نسبة من اللاجئين مقارنة مع عدد السكان ، وهم من حوالي 57 جنسية مختلفة، حيث تصل نسبتهم الى حوالي " 31 % " من إجمالي عدد السكان.
عند تحليل وتدبر ما ورد اعلاه يقود الى مايلي من وجهة نظر الكاتب:
ــ يجب أن لا نتجاهل مكونات المجتمع كافة، بل يجب معالجتها في إطار هوية أردنية جامعة .
ــ المواطنة المتساوية مفهوم ايجابي وضروري لمنعة اي بلد في العالم، وكذلك لمنعة الأردن حيث بت فيه الدستور بشكل حاسم، الذي يجعل من كل حامل رقم وطني أردني، مواطناً، و يحصن هذا المفهوم، الجبهة الداخلية، ويقف سداً منيعاً أمام المحاولات الخارجية للنيل من استقرار هذا البلد الذي نحافظ عليه جميعاً بقرة العين.
ــ التنوع والاختلاف هو أمر طبيعي في المجتمعات الإنسانية، وخاصة أن مفهوم التنوع الثقافي أصبح مع التقدم البشري مفهوماً أوسع من الانتماء إلى مجموعة عرقية أو دينية أو انتماء جهوي ضيق.
ــ العصر الحالي لا يقبل الانعزال والتقوقع في دائرة محدودة بعيداً عن حركة التطور الإنساني ومنجزات العلم والمعرفة وتأثيرها الواضح في حياة الأمم والأفراد. وقبول الآخر ضمن إطار إنساني جامع يحترم الثقافات المتنوعة
ـــ حضارياً، أسس لمفاهيم التعايش والتبادل الثقافي والحوار المتكافىء.
وفي النهاية : الهوية الوطنية. تشكل القاعدة المادية والشرط الرئيس لدمج المجاميع في مجتمع موحد وهوية وطنية واحدة. اذا اعتز الكل بهويته الوطنية يعطي قوة في النسيج الاجتماعي، تعجز عن اختراقه مكائد الطامعين وأهواء الفاسدين، ونهضة في العلم والمعرفة، في شتى المجالات، وتطوير دائم وبناء للوطن، وهيبة للوطن والمواطن. ويجب أن يتم بناء “الهوية الوطنية الحديثة المنتجة” وهي كخطوة أولى ، و لا تنمو المعلومات الفكرية عند الإنسان إلا من خلال المعرفة.
اعداد الدكتور مفلح الزيدانين
متخصص في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشرية