كابوس امتحان الثانوية العامة الى متى !!!
د.بلال السكارنه العبادي
ما بين سخونة حرارة الصيف وارتفاع درجات الحرارة وصخب موسيقى اغاني الافراح والاعراس واطلاق الالعاب والاعيرة النارية ابتهاجاً بهذه المناسبات، وهمسات متحشرجة ودقات القلوب وعذاب الاباء والابناء وشهيق وزفير وتو تر وقلق وتشنج و ومعاهد ودروس خصوصية واسئلة مقترحة ونصائح وارشادات من الاهل والاصدقاء وتصوير اوراق وملفات واطعمة بمواصفات خاصة وفيتامينات ومنشطات متنوعة للمساعدة على التركيز والحفظ وزيادة في الوزن والطلبات ونفقات اضافية لا حصر لها ، وخدمة التوصيل ما بين المعاهد والمدرسين الخصوصيين وتقنين الزيارات العائلية وحتى طريقة التواصل والحديث داخل الاسرة ومشاهدة التلفزيون تحت وضعية ( الصامت ) وسهر الليالي وعدم الخروج من المنزل الا للعمل ، وعدم الحديث لفترة طويلة وبصوت مرتفع على الهاتف داخل المنزل بالاضافة الى الامراض الوهمية والزيارات الليلية لاقسام الطوارئء في المستشفيات واضطرايات نفسية ومزاجية اثناء فترة الامتحانات واتصالات هاتفية من الاهل والاقارب للاطمئنان على سير العملية الامتحانية وشكاوي وتذمر من صعوبة في الاسئلة وعدم تعاون مشرفي ومراقبي قاعات الامتحانات. كل هذه الاحداث الدراماتيكية ليست فيلم هندي طويل .... بل انه مسلسل رعب لامتحان الثانوية العامة.
ويأتي الفصل الثاني من هذا المسلسل عندما ينشغل اكثر من خمسة مليون مواطن اردني بهؤلاء الطلبة الذين تقدموا لامتحان الثانوية العامة لهذا العام مكرسين وقتهم للاستفسار والاطمئنان على الطلاب الغلابة المقهورين من شدة الضغط النفسي الذي يتعرضون له من المحيط الاجتماعي الذي يهول الامر بكثرة النصائح والاستفسار عن سير الامتحان مما يولد تعقيداً للحالة النفسية التي يمر بها الطالب والتي تؤدي الى تشويش افكاره وعدم قدرته على التركيز وبالتالي يؤدي الى فقدانه لكثير من العلامات بشكل غير متوقع ، وما يزيد الارباك النتائج المشوشة واخطاء غير المقصودة واجراء التحقيق وغيرها بعد اعلان النتائج .
وبالرغم من وجود عدد من الخبراء والمختصين في وزارة التربية والتعليم ما زال كابوس امتحان الثانوية يتكرر سنوياً . ولذا لا بد من اعادة النظر في كافة المعايير المتعلقه به من اجل التوازن ما بين تطوير التعليم وتحقيق مخرجات تعليمية جيدة وبين وضع العراقيل والصعوبات في وجه الطلبة وذويهم بحجة المحافظة على مستوى التعليم ، لانه حتى في اكثر الدول تشدداً وتقدماً لا يصل مستوى الصعوبة لديهم كما في امتحان الثانوية العامة لدينا .
ولذا نرجو من وزارة التربية والتعليم ان تضع نهاية ايجابية لهذا المسلسل الممل وتأخذ بعين الاعتبار هذه الاشكاليات وان الامتحانات بحد ذاتها ليست عقوبة وانما لتقدير مستويات الطلبة وقدرتهم على تحقيق التحصيل العلمي المستقبلي وان تنهي حالة القلق والتوتر والانتظار لشبح الامتحان ونتائجه ، وان تضع الاستراتيجيات والسياسات المستقبلية التي ترقي الى مستوى المحافظة على ابنائنا من التراكمات السلبية لامتحان الثانوية العامة وان نذهب باتجاه تطويره بما ينسجم مع كافة التطورات والتجارب للدول الناجحة بذلك .
الكاتب : رئيس قسم ادارة الاعمال /جامعة الاسراء
bsakarneh@yahoo.com