وأنا أشاهد ذاك البرنامج الذي تضمن لقاءات مع أبطال من بلدي ،الذين يحرسون حدود الوطن بالسواعد والعيون الساهرة ، أبطال تكلموا وترجموا مشاعرهم وأحساسيهم نحو الوطن مثل قصيدة يعجز عن نظمها كبار الشعراء، وجهابذة الأدب والعلماء ، كلمات تشبه ترويدة نشمية قادمة مع شروق الشمس تبث بصوتها العذب كلمات مجدولة بالحب وتغني للأرض أغنية من نظم ضميرها لأنها جبلت بحب تراب الوطن ولأنها على أرضه انسكبت روحا وجسدا وغزلت في ليالي العتمة منديلا يزين هامتها وطرزت من شعاع الشمس كوفية وهديتها لتكون لثاما للرجال في الليالي الحالكات ورمز عز وفخار في ساحات الوغى وكلما استدعاهم صوت الحق فيلبون النداء ، نشمية ما انفكت تصلي من أجل أبناءها مع كل ركعة ، لكنها رغم أمومتها لم تعلمهم الجبن ولم تزرع بنفوسهم سوى كيف يكون الوطن وكيف تكون الرجولة التي لا تختبيء عند ينادي المنادي ، بل علمتهم كيف يكون الموت دفاعا عن حياض الوطن فيتدافعون نحو الموت ليمهروا ترابه بدماءهم وتكون المهج لا رخيصة أمام أن يبقى سالما شامخا كالطود أمام ثلة الأعادي ، لا يهابون الرصاص وغدر الخارجين عن مبادئهم والذين يتاجرون بشرفهم ويبيعونه بالرخيص من أجل حفنة من المال الأسود أو تنفيذا لأجندة تسعى لتدمير الشعوب وبث السموم وتخريب الأجيال والمجتمعات
كانت كلماتهم مثل سيف مسنون يشهر في وجه كل عاد ، . لننعم نحن بدفء بيوتنا وأمان أولادنا ولتبقى شوارعنا زاهية بالحب وشرفاتنا موئل زهر وأزقتنا ملاعب نقاء لا تغزوها الملوثات ولا بقايا الموبقات .
هم يسهرون ونحن ننام هم يستشهدون ونحن نصلي لهم ومن أجلهم نكثر الدعوات ، فبالأمس ارتقى أحبة ما خانوا العهد ولا نكثوا بيمينهم الذي أقسموا بأن لا يهون الوطن وأن أرواحهم هي مشروع شهادة كلما باغتهم غراب ناعق في قيعان صحراءنا وعلى امتداد الوادي .
لله دركم أيها الشجعان من جنود الحق ويا سورا من نار يزنر بلادي ، أنتم فخرنا وعزنا وأنتم لحن أهازيجنا وعزف الربابة وقصيدة سنتلوها كل صباح لن تغادر ضمائرنا ودرسا وطنيا تسطره الكتب وحكايات الأهل لأولادهم والأحفاد .
من هم مثلكم يجب أن يكونوا منارة حب تعلم الصغار والأجيال كيف يكون حب الوطن وكيف يصاغ هذا العشق في موسوعة تترجم أحاسيس من يعشقونه ليس مقابل أي مكسب سوى أنهم مجبولون بتراب هذه الأرض وقد شربوا من ماءه واستظلوا تحت سماءه لا ينتظرون مكافئة أو نيشانا فعشقهم غير مشروط وكفاحهم من أجله يرخص له كل ثمين ، همهم الذود عن سلامة بلادهم ودحض كل معتد تسول له نفسه زعزعة أمنه او تهديد استقراره .
عشت يا أردن حرا أبيا تحت طل قيادة حرة علمتنا وزرعت فينا أبجدية الحب ومعنى الإنتماء للوطن ، عشت مكرما وزنود سمر تسيج حدودك مثل أسوارة حول معصم فهؤلاء هم بنوك الذين أنجبتهم من صلب رحمك لا ينكفئون أمام قوى الشر ولا تهزهم سود الليالي ولا صلف العاديات فلتهنأ بما لديك لتبقى نموذجا للأمن وواحة حب وسلام .