الجامعات الرسمية ورواتب المستشارين
بقلم محمد ربابعه
على الرغم من كثره المناشدات والكلام الكثير والحوارات المختلفة التي تنادي بضبط النفقات وتخفيض المصروفات وخاصة بعد أن وصلت المديونية الخارجية للأردن أكثر من 16 مليار دولار والعجز أكثر من 3مليارات ’ألا أن الكثير ممن يتولون المناصب والدوائر الرسمية المختلفة كلهم إصرار على المضي في نظريه الاتجاه المعاكس والاستمرار في تقديم الامتيازات والرواتب العالية لهم ولمن حولهم متجاهلين النداءات المطالبة بالتخفيض والترشيد’ وكأن الأمر لا يعنيهم ومعتبرين أنفسهم استثناء عن الواقع الذي يعيشه الوطن والمواطن . من المتعارف عليه وفقا للنظام الاقتصادي العالمي انه في حاله وصول المديونية في دوله إلى حدود معينه ’فان المواطن يشارك في تحمل عبء هذه المديونية في تلك الدولة وعلى سبيل المثال أن مبلغ المديونية الخارجية للأردن وكما ذكرنا سابقا وهو 16 مليار دولار فان نصيب كل مواطن أردني من هذه المديونية يتجاوز مبلغ 3000 ألاف دينار’ وذلك بقسمه المديونية على عدد سكان الأردن ’ من هنا كان لزاما علينا جميعا أن نعرف من هو سبب هذه المديونية وخاصه عندما يتحدث وزير سابق ويقول أن هناك أكثر من 12 مليار دولار خسارة الأردن نتيجة للفساد ’ لمصلحه من أن يكون لكل رئيس جامعه رسميه أكثر من 3 مستشارين ’لا بل أن هناك من يؤكد بان رئيس إحدى الجامعات قد قام بتعيين أربع مستشارين راتب كل واحد 5000 ألاف د أي ما مجموعه 20 ألف د لهؤلاء المستشارين’ وهناك أكثر من هذا العدد لرؤساء جامعات رسميه أخرى’ في الوقت الذي وصل فيه العجز للجامعات الرسمية 132 مليون د.
أليس هذا تجاهلا لهموم الوطن والمواطن ’ ثم هل أن التدريس سيتوقف في الجامعات في حاله وقف تعيين المستشارين . وهناك من يقول أن راتب احد المستشارين في أمانه عمان الكبرى قد وصل إلى مبلغ 30 ألف دولار علما أن إحدى الصحف الأمريكية ذكرت بان راتب الرئيس الأمريكي اوباما 30الف دولار فقط أي ما يعادل راتب مستشار في أمانه عمان , أليس هذا فسادا والغريب إننا نسمع أن مجلس الوزراء في بريطانيا قرر تخفيض رواتب الوزراء إلى النصف وكذلك الحال في ألمانيا حرصا على استقرار الوضع الاقتصادي في هذه البلاد ’هل هؤلاء يحبون بلادهم أكثر منا أم أن الاستمرار في تعيين المستشارين في مؤسساتنا هو من قبيل الحفاظ على أحوالنا المالية والاقتصادية ’ أما آن لنا أن نكون على مستوى من الوضوح والشفافية ونكون على قدر المسؤليه بالأفعال لا بالأقوال حتى لا ينطبق علينا قول الله تعالى (يقولون ما لا يفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ) صدق الله العظيم .