أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت … طقس بارد إلى معتدل المعارضة السورية تدخل وسط حلب وتسيطر على قلعة المدينة والجامع الأموي (شاهد) الرواشدة يكتب: حزب التفاهة يرحب بكم الاحتلال يلمح إلى احتمال انتهاء العمليات في جباليا ويعترف بمقتل 30 جنديا الأردن ينظم الجولة الثانية من بطولة كأس العالم لرالي الباها صحة غزة: أسلحة إسرائيلية تبخر الأجساد في شمال القطاع خبير متخصص يسأل: أين قرار تجميد ضريبة الكاز الذي أوعز به جلالة الملك؟ الفايز: الأردن دولة محورية في الإقليم والمنطقة وآمنة ومستقرة رغم الفوضى والصراعات من حولها إسرائيل تحظر عودة نازحين ولبنان يندد بخرق الاتفاق حكاية ابتزاز إلكتروني تنتهي بالسجن في الأردن هآرتس تشنّ هجوما عنيفا على نتنياهو: القتل ليس انجازا، والاسرائيليون منبوذون في العالم المعارضة تسيطر على أحياء بحلب .. وانسحابات متلاحقة لقوات النظام (شاهد) خبر مهم لسكان هذه المناطق في عمان - اسماء مدعي الجنائية الدولية يطلب رفض الاستئناف الإسرائيلي شمال غزة: 70 شهيداً في مجزرتين ارتكبها الاحتلال ابو عمارة: سوء التخطيط وراء نتائج الفيصلي الشاب الأردني الذي طلب الرخصة من الملكة يرسب مرة أخرى والا: "جنون العظمة" يقود نتنياهو لإعادة الاستيطان في غزة استهداف قوات إسرائيلية بالخليل وبيت لحم والاحتلال يقتحم بلدات بالضفة بوتين : يجب اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية

شخصية تربوية

20-06-2011 12:57 AM

شخصية تربوية
(فريدريك وليم ديسترويق) (Friedrich Wilhelm Diesterweg)
الأب عماد الطوال- ليفربول
قليلةٌ هي الشخصيات التي تركت بصمات واضحة في المجال التربوي حيث دفعت بالطريق التربوي الأكاديمي إلى الأمام وأبدت بعد نظر وغيّرت مسيرة التعليم الروتيني البالي، أثناء مطالعاتي حول "مهارات وسمات المعلم الفعّال والجيد" لفت انتباهي التربوي الألماني (فريدريك وليم) بأفكاره وأسلوب طرحه للموضوعات وطريقة معالجته لها, فكان من الجدير أن أدرسَ أفكاره بعمق وتحرٍ، باحثاً عن البعد التربوي الذي دفع بالمسيرة التربوية إلى الأمام.
ولد التربوي (فريدريك وليم) في ألمانيا عام 1790 أي بعد عام من الثورة الفرنسية وعاش حتى عام 1866، مارس مهنة التدريس عام 1811 وأبدى تميزاً في هذا المجال ثم تمّ تعيينه مديراً لمدرسة في موريس عام 1820 وتابع المسيرة الناجحة إلى عام 1832 إذ استدعي إلى برلين لتوجيه المدارس الإكليريكية (التي تقوم بتحضير رجال الدين قبل البدء بالرسالة التربوية والروحية) في تلك المدينة مما فتح أمامه الآفاق للدراسة وتوجيه الطريق التربوي خصوصاً أنهُ عاصر مفكرين في مجالات متعددة أهمهم: كانط، غوته، كونت بيتهوفن، سبنسر، تولستوي وغيرهم، فهؤلاء كان لهم أثر واضح في مجالاتهم كما كان للتربوي المتميز (فريدريك وليم).
ومن خلال خدمته في مجال التعليم أسس مؤسسة لدعم المعلمين عام 1846 ولم يتوقف عطاؤه بعد تقاعده عام 1850 لكنهُ تابع نشاطهُ الأدبي والاجتماعي والسياسي في الصحافة وفي مجلس النواب، وقد وضع نصب عينيه محاربة قوانين التعليم الرجعية وأبدى اهتماماً في المجال التعليمي المتطور.
ومن الجدير بالاهتمام عمق أفكارهُ التربوية التي دفعت به لأن يكون متميزاً آنذاك والتي يمكن تطبيقها في مسيرتنا التعليمية اليوم بإثبات خبراء التربية ونتائج الدراسات التطبيقية ورؤياه الواضحة.
كان من أهم مبادئه التربية قبل التدريس، وقصد بالتربية هنا التربية على الحياة قبل التدريس على التعليم، وقد أصدر لذلك خمسين كتاباً وأربعين ورقة عمل تهدف إلى التعليم من أجل القيام بالعمل، والعمل الإنساني قبل الأكاديمي، وقد ركز على البيئة الثقافية والاجتماعية قبل الأكاديمية النظريّة.
ومن أفكارهِ التي تطبق في تعليمنا اليوم والتي قد نظر هو إليها منذ عصور أهمية التطوير الذاتي للطالب وللمعلم، ولما لذلك من أثر على دفع البيئة والعملية التعليمية والتربوية، فمن سمات المعلّم الفعال الاهتمام بتطويرهِ الذاتي الصحة والقوة من جهة والذكاء والحساسية والإنسانية في التعامل والاندفاع والحماس والمعرفة والبحث والحكمة والمحبة للآخرين وللمهنة وللواجب من جهةٍ أُخرى.
كما ركّز على أهمية بناء شخصية المعلم وإزالة العقلية التي تعتقد "بالكأس الفارغ" للطالب، فما عاد المعلم يدرك كل شيء والطالب مستمع فارغ، فالجميع يتعلم ويطلب المعرفة "فالمعلم الجيد هو متعلم مثابر ومستمر".
وقد أدرك (فريدريك وليم) المبادئ الأولى للصراع في الحياة في جوانب فكرهِ الفلسفي والنقدي المسؤول، مطبقاً ذلك تربوياً على أبعاد السياسة والدين في المدرسة وتأثيرهما على مسيرة التربية والتعليم، وأدرج أهمية التعليم الاجتماعي تربوياً.
ومن مرتكزاته التربوية أيضاً كيفية التعامل مع الطالب يندرج تحت ذلك البساطة في التعليم وتطبيق التعليم بالحياة على الطبيعة ومن الطبيعة وإعطاء عمر الطالب حقه في مستوى علمه، ومن ذلك أيضاً الانطلاق في التعلم والتعليم من نقطة احتياجات الطالب وخصوصياته وإدراك وضعهُ الاجتماعي والثقافي وشخصيتهُ، لما لذلك من تأثير على تلقنه للعلم، وقد أبدع التربوي (فريدريك وليم) في التعامل مع مثل هذه المرتكزات تربوياً تطبيقياً.
حاول التربوي (فريدريك وليم) إيصال أفكارهُ من خلال المشاركة في تأليف الكتب المدرسية وأدلة الرياضيات واللغة الألمانية والعلوم الطبيعية والجغرافيا والفلك، فقد كان ملماً في عدة تخصصات لكن تميزه كان في تعليم اللغة الألمانية.
وأرى في ضوء دراسات واستنتاجات هذا التربوي براعة وذكاء فكرهُ في قضية التشجيع على التنمية الذاتية لدى الأطفال كشرط لا غنى عنهُ لجميع مراحل التعليم، وهذا حاضرٌ أمامنا اليوم شاهد على فكرهِ السليم.
كما أنّ هذا التربوي أثبت أهمية استخدام الوسائل البصرية في التعليم ومعاملة المواد الدراسية ذات الصلة بطريقة موحدة ومنهجية تدريس واضحة هادفة، وهذه الأفكار من خلال التجارب سليمة ودقيقة في نتائجها، فمن هنا كان فكرهُ التربوي ناضج ومثمر ومطوّر للتعليم في ألمانيا مما جعله ينتشر على نطاقٍ واسع خارج وطنه وجعلهُ يطبّق في الحياة الدراسية الناجحة.
شكراً لهذا التربوي أفكارهُ وللجمهورية الألمانية تثمينها لجهوده من خلال منح ميدالية تحمل اسمه للمعلمين المتميزين المستحقين لذلك.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع