بقلم / سمر مشخوج
ضعِفنا بحق الوطن . فأضغفناه امام الغير وجعلناه كقطعة بيتزا يتلذذ الكثيرون على البدء بأكل جوانبها بشراهة للذة جنبة الموزاريلا بداخلها ...
أصبحت يا وطني لقمة سائغة بفم المغرضين الحاقدين بفعل ايدينا نحن المحبين والموالين والمعارضين كذلك لاجل الاصلاح ويحبونك ..
دَعونا للاصلاح ونادينا بمحاربة الفساد بطرق شوهت صورتك فصار الغير ينظر اليك على انك لا شئ وأننا اعداء لك أكثر من أحباء ...
خرج علينا الكثيرون قبل أيام يتهمون من يوالي هذا البلد ويهتف له بأنه تافه ولديه الوقت الكثير ليقضيه على جنبات الطرق ينادي باسمك يا وطن .بينما حينما خرجت الكثير من الاعتصامات المنددة بالفساد والمطالبة بالاصلاح والتي استغل البعض ذلك ليخرب على الوطن الكثير لم نسمع كلمة حق تقال لاجلك يا وطن وانما سمعنا هتافات تشد من أزر اؤلئك - المستغلين لمطالب المصلحين - وكأن الاصلاح لا يقوم الا على الخراب والطعن والنيل من سمعة هذا الوطن .
حاربنا الوطن سواء كنا موالين او معارضين . حاربناه لاننا بدلا من ان نخرج كل يطالب باصلاحه وقفنا نضرب بعضنا البعض بما لذ وطاب من الكلام البذئ الجارح كل لغيره والذي صوّر الأردن بصورة مسيئة أمام الغير ..
أصبحنا نُنعت بالبلطجية لاننا نادينا بمحاربة من يسيئ للوطن وبالمقابل كنا نتمنى أن نسمع كلمة حق تقال بحق اؤلئك الذين ما فتئوا يقصفون منجزات هذا الوطن بألسنة حادة أدعت أن الوطن قد تدّمر ..واتهموه بكلمات ليس لها من سلطان في قاموس الوطن والانتماء ...
ألمك يا وطني دعاني لأدعو كل مواطن أردني غيور يحب هذا الوطن ان يخرج ليرى جماله . يرى ربيعه وجمال خريفه . يرى صيفه وجمال شتائه .. يرى كم هو الوطن جميل في الربيع حين تنعكس الحياة بخضرتها على لون الطبيعة فيه.
ألمك وأنينك - الذي أسمعه من قلبي المحب لك بإخلاص - دعاني أن ادعو الجميع ان لا يقف فقط على قراءة الاخبار التي تعنى بالمفسدين وأين ذهبوا ؟ وماذا قدمت الحكومة لمحاكمتهم ؟ لان مثل هذه الاخبار ستكون مسببة لامراض كثيرة كونها تجعلنا نعاني الاكتئاب ليل نهار وتجعلنا لا نرَ الوطن الا اسودا .
فالوطن لم يقف عند المفسد ولن تتعطل مسيرته لمجرد عجز الحكومة عن التعامل معه وانما امتد لكل مساحة بها جمال التطور والحضارة والانجاز وخدمته من ابنائه الغيورين الذين استأثروا الاستمرار بعملهم لتقديم كل ما من شأنه رفد مسيرة الوطن بالعطاء والخير ..
أفيقوا يا أبناء وطني .. فالوطن الآن مجروح بفعل أيدينا ودعونا نضمده بالوقفة يدا واحدة على قدم وساق لاجل السير به قدما ومحاربة كل موطن الخلل به لا بتهويل الخلل وانما بالاشارة الى الخلل بلطف كي يُكوى بلطف وتخفى اثاره . فالضربة القوية لا بد ان تترك اثرا مؤلما على وطننا . فدعونا نبتعد عن جرحه بقوة خوفا من أن نعجز يوما عن تضميد هذا الجرح واخفاء اثره ..
ادعو الموالين لهذا البلد - وانا منهم - أن لا نقف في اثبات ذلك على التغني والغناء وترديد كلمات الولاء فالوطن يرى أكثر مما يسمع . يرى ما نقدم من أعمال ستكون كلبنة قوية من لبنات بنائه ولن يسمع ترديد الهتافات التي تقف عائقا احيانا أمام مسيرته .
وألى المعتصمين - الذين آثروا ترك كل بذارالتطور في هذا الوطن واكتفوا برؤية الخلل فيه - ادعوهم لان ينظروا بعين الوطنية الصادقة لكل محفل في هذا الوطن يسجل له منجز وان نجعل من ذلك محفزا لنا ان نحافظ على كل ذلك بالعمل الجاد في المطالبة بالاصلاح والاستمرار في تقديم المزيد منه لا ان نكتفي بالشجب والاستنكار وتوجيه الكلام الجارح بحق الوطن المصاب الآن من ألسنتنا الحادة التي لم ترحمه وساهمت مع المفسدين في زيادة ألم جرحه .
أفيقوا يا أردنييين .. أنين الوطن يؤلمنا . فلنخفف منه بتكافتنا ووقوفنا جنبا الى جنب لاجله, وليخسأ الفاسدون الذين ظنواأنهم بأعمالهم سيدمروا هذا الوطن . فالوطن قوي فينا وبانتمائنا وحبنا وسيبقى .