لكلمة نعم توأم مضاد هي كلمة لا، ولكن ما بين النعم واللا تقف الحقيقة التي نبحث عنها ونتعقبها ومن السهل عليك أن تقول ( نعم ) لأي ضغط سلبي فليس في ذلك جهد ٌ يذكر أو عناء،
ولكن الضعفاء هم من يقولون ( نعم ) دائما ً حتى إذا لم يقبلوا بشئ , أو لم يروه ولــــــــ ( نعم ) وجهان ) نعم ) إذا كنت مقتدرا ً على أداء شيء , وطلب منك ذلك , ولم تترك أستجابتك أي مؤثر سلبي عليك , فنعم هنا حلوة لكنها دين, وعليك الوفاء بها.
وأريد ان اتحدث حول (نعم) فقط، وأن أضع (لا) جانباً مع احترامي الشديد لمعانيها في كثير من الاحيان بل انها واجبة جداً في بعض الأحيان ولعل الفارق واضح جدا بين الكلمتين، فنعم توحي بالتفاؤل بينما لا توحي بالتشاؤم ، نعم توحي بالأبيض ولا توحي بالأسود، نعم توحي بالنجاح ولا توحي بالفشل، نعم توحي بالظلام ولا توحي بالنور .
من هنا أريد أن ادخل إلي ما وصل اليه حال أحزابنا وتياراتنا الوطنية المعارضة التي استعاضت عن كلمة نعم بكلمة لا، فهم وكما يعرف الجميع، يقولون لا للمشاركة بالحكومات ولا للمشاركة بالانتخابات ولا للتعامل والتعاون مع دول العالم، يقولون لا للسلام ويقولون لا للحرب، يقولون لا للفساد ويقولون لا لمكافحة الفساد، يقولون لا للحرية ويقولون لا أيضاً للاستبداد.
أن ما يجري في وطننا من حراك شعبي وما تبعه من محاولات أصلاح كانت لجنة الحوار الوطني أحدي مخرجاته، فقال عنها أصحابنا لا للمشاركة في لجنة الحوار مع إن أسمها "لجنة الحوار الوطني"مريح للمستمع، ولم يشاركوا بها أو شاركوا بخجل وعندما أخرجت توصياتها وقبل إن نعرفها قالوا عنها لا لا نريد لا في كل شئ واللا الوحيدة التي نتفق عليها هي لا للذهاب بالوطن إلي الفوضى والمجهول.
أرجوكم قولوا نعم للحياة وقولوا نعم للأم، قولوا نعم للمستقبل وقولوا نعم للحرية، قولوا نعم للإصلاح وقولوا نعم للشفافية،قولوا نعم لبناء دولة المؤسسات قولوا نعم للمساوه ، قولوا وقولوا نعم لاحترام الأديان ، قولوا نعم غيرةً علي الحق والعدل والإحسان، قولوا نعم لحق المرأة والرجل ورعاية الطفل والكهل، قولوا نعم للوحدة الوطنية قولوا نعم للإخوة والقوة ، قولوا نعم شكراً وحمداً لله وعرفاناً للخالق ، قولوا نعم لدحر الفساد والمفسدين ، قولوا نعم للأوفياء من أبناء وطننا الذين يحاولون الإصلاح, قولوا نعم لجلالة القائد وادعموه وساندوه للإسراع بمسيرة الإصلاح
ولكن لا ننسى لا لنقولها لغما نفجره بوجه كل أفاق دجال فاسد سارق يدعو للعنصرية والرجعية ويستأثر بكل شيء ويدعوا للفتنه والغلو وأخيرا الف ألف نعم للأردن العظيم وحماك الله يا وطني.
وقال جلَّ شانه : أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ. أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ. قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ) سورة الصافات: 16ـ 18)