زاد الاردن الاخباري -
جمانة سليم - كثيرة هي الهموم والمشاكل الخاصة التي تحملها الفتيات وتسكن أعماقهن وتشغل بالهن بشكل دائم.. وقد يجدن ان مجرد البوح او الحديث عنها لمن حولهن قد يشكل بالنسبة لهن ازمة اجتماعية ، وربما يعكس نظرة سلبية اليهن تتمثل في فهم المحيطون بهن بطريقة خاطئة وخارجة عن المألوف الطبيعي .
الا ان معظم الهموم التي تحدثن عنها والتي تثقل تفكيرهن تتمحور حول ازمة الثقة التي اصبحت تشكل فجوة عميقة بينهن وبين اسرهن في ظل غياب لغة الحوار بينهم حتى في ابسط القضايا التي تشغل بالهن.
ولا تجد "وفاء" 19 عاما هما يرهق تفكيرها اكثر من انعدام الثقة التي تعيشها يوميا مع اهلها وتحديدا اخوتها الثلاثة و الذين يتدخلون في كل امورها الخاصة والشخصية.
واشارت وفاء الى ان فارق العمر بينها وبينهم كبير: حيث يكبرها اصغرهم بسبع سنوات بينما يكبرها اخوها الاكبر 12ب سنة. وعبرت وفاء عن الحالة النفسية السلبية التي تعيشها بسبب سيطرة اخوتها الثلاثة عليها بحجة انها اختهم الوحيدة والصغرى.
تقول وفاء: إنها في المرحلة الجامعية وهذا يتطلب منها ان تلتزم ببعض المحاضرات المسائية ، الا ان اخوتها لا يسمحون لها بان تتأخر ، وفي معظم محاضراتها المسائية ينتظرها احدهم لحين انتهاء المحاضرة ليقوم بايصالها الى المنزل.
وتتساءل وفاء عن سبب هذه السيطرة والحصار "الاخوي" عليها والذي قد يشكك زملاؤها في الجامعة بسلوكها بسبب هذه السيطرة والحرص الزائد عليها ، خاصة وان معظم الطالبات ينتهين من محاضراتهن المسائية ويمضين في طريقهن الى المنزل دون ان ينتظرهن في الخارج احد .
همّ آخر
وهم اخر تحدثت ميس عنه وهو ايضا لا يخرج عن اطار عائلتها التي ترفض وبشكل قاطع ان يكون لها"صديق" شاب وهي لا تجد اي عيب في هذا الموضوع خاصة وان العلاقة التي تربطها بزميل او زميلين قائمة فقط على الصداقة والاحترام.
واشارت ميس الى انها لا تجد الراحة النفسية في الحديث او "الفضفضة" الا مع صديق اكثر من الصديقات اللواتي قد لا يتفهمن بعض الامور التي تبدو بالنسبة لهن ومن وجهة نظرهن غير مهمة واحيانا تافهة ولهذا تلجأ ميس الى الفضفضة وطرح قضاياها وهمومها الشخصية والعامة الى زملائها في العمل ممن تجد فيهم الجدية ومتسعا من الوقت لسماعها.
وتروي ميس احد المواقف التي حدثت معها والتي تعتبرها محرجة والتي صادفتها قبل اشهر عندما تعرضت لوعكة صحية الزمتها الفراش وتغيبت عن العمل لفترة اسبوع وقد بادر احد زملائها بالاتصال بها على هاتف منزلها للاطمئنان عليها والسؤال عن سبب غيابها. وقد كانت ردة الفعل محرجة عندما كان شقيقها هو الطرف المستقبل للمكالمة عندما وبخه بسبب جرأته في السؤال عن اخته بعد ان قال له (كيف بتتجرأ تتصل ببنات الناس في بيوتهن) وقد اغلق السماعة في وجهه.
ومن ضمن الهموم التي تحدثت عنها "رائدة" 24عاما والتي تعتبرها من اكثر الهموم التي تشغل بالها الهم "العاطفي" التي تعيشه منذ سنوات والتي وصفته بالهم "المؤلم" الذي تكرر مع اكثر من شخص وفي كل مرة تصل الى ذات النتيجة وهي فشل العلاقة وما ينتج عنها من معاناة نفسية تنعكس على حالتها النفسية بشكل سلبي يؤثر على علاقتها باسرتها وكذلك على سير عملها وعلاقتها بزملائها.
وذكرت بان هذا الامر اصبح يشكل لها عقدة نفسية من الخوض في علاقات عاطفية جديدة وقد ادخلها في شرنقة مغلقة تعزلها عن علاقاتها الاخرى.
وعبرت "ناهد" 24 عاما عن معاناتها او ما قالت عنه الكابوس الذي اصبح يعكر صفو حياتها وهي تبحث عن فرصة عمل بعد جهد استمر اربع سنوات من دراستها للحقوق لتجد نفسها في البيت تبحث بين طيات الصحف عن اعلان لتوظيف القانونيين او فرصة عمل في اي شركة بحاجة لهذا التخصص ولكن دون جدوى.
واخيرا عبرت رائدة عن معاناتها والتي اكدت بانها لن تخجل من ذكرها وهي "ابتعاد المتقدمين للزواج منها" والذهاب بلا عودة.
تقول : الكثير من العرسان تقدموا لخطبتها وبعد ان يتم الاتفاق بينهم وبين اسرتها نتفاجأ بتغيير رأيهم والغاء مشروع الارتباط والزواج لاسباب غير معروفة .وتستغرب رائدة من هذه "الظاهرة" التي اصبحت تشكل لها هاجسا بل واصبح هما يقلق اهلها كونه يتكرر بشكل دائم .
واضافت :ان هذا الامر انعكس عليها نفسيا لدرجة انها اصبحت ترفض تقدم العرسان لخطبتها.