خاص - عيسى محارب العجارمة - يقول الجاحظ في كتاب الحيوان فزعم ناس أن «عدس» اسم لكلّ بغلة ، وذهبوا إلى قول الشاعر:
إذا حملت بزّتي على عدس ... على الّتي بين الحمار والفرس
فما أبالي من غزا ومن جلس
ففي زمن الغزو الإيراني الشرس عبر ذراعه الحوثي وتهديده لامن وسلامة ابو ظبي والسعودية الشقيقتان، يجب ان نبالي بمن غزا ومن جلس فهي حرب على الأمة العربية جمعاء، وسعدنا ان يهرع رئيس مجلس الشورى السعودي وأمين عام مجلس جامعه الدول العربية إلى بيت الزعامة الهاشمي، ليجتمعوا بعظيم الأمة الإسلامية والعربية مولاي المعظم حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين وجيشنا العربي واجهزتنا الأمنية البواسل، ففي الليلة الظلماء يفتقد البدر.
وكم اسعدني احد الاصدقاء وهو يعلن انسحابه من أحدى الجبهات السياسية الوطنية المعارضة، عبر صفحته الشخصية على منصة الفيسبوك، ويعلن مولاته التامة لجلالة الملك المفدى، وانه يتشرف ان يكون سحيجا حسب الوصف القمىء الذي اطلقه المعارض زكي بني ارشيد بداية الربيع العبري على كل من يقف في صف الوطن والملك.
الأسد حيوان ظلوم غالب طالب وخلاص الرعية من شره واجب وحال إيران والمجوس اليوم أشد خطرا على الأمة من سبع كاسر ،إما هذه المعارضة الصفيقة لحكم جلالة الملك المفدى، والتي ما كانت لتقوم لولا دعم بعض الدول العربية، فيجب أن تكف تلك الدول دعمها لها.
فنحن لسنا حكم النظام العلوي بدمشق المتمترس خلف رايات إيران وحزب الشيطان لنلقي منكم يا أهلنا في الخليج كل هذا العنت. ففي الحلق غصة من هذا التضييق الاقتصادي على الاردن منذ عشر سنوات والهدف إسقاط الحكم الهاشمي لاقدر الله وهو سقوط للأمة العربية والإسلامية جمعاء واكتفي بما ورد ليكون عتاب شديد اللهجة بيننا وبينكم بقصة بشير الرحّال: وكان بشير يقول يعرّض بأبي جعفر:
أيها القائل بالأمس: إن ولّينا عدلنا، وفعلنا وصنعنا، فقد وليت فأيّ عدل أظهرت؟ وأيّ جور أزلت؟.
وأي مظلوم أنصفت؟ آه. ما أشبه الليلة بالبارحة [إن] في صدري حرارة لا يطفيها إلّا برد عدل أو حرّ سنان.
اما المعارضة الداخلية والخارجية الصفيقة فلا اقول لهم إلا تدبر السطور القليلة التالية من خبر بشير الرحال عسى أن تلامس شغاف قلوبهم القاسية، فأول خبر خروجه مع إبراهيم أنّ السعر غلا مرة بالبصرة، فخرج الناس معه على الصّعبة والذّلول إلى الجبّانة يدعون، فكان القصّاص يقومون فيتكلمون ثم يدعون، فوثب بشير فقال:
شاهت الوجوه، ثلاثا، عصي الله في كل شيء، وانتهكت الحرم، وسفكت الدماء، واستؤثر بالفيء، فلم يجتمع منكم اثنان فيقولان: هل نغيّر هذا وهلّم بنا ندع الله أن يكشف هذا، حتى إذا غلت أسعاركم في الدينار بكيلجة جئتم على الصّعب والذّلول من كل فجّ عميق تصيحون إلى الله أن يرخص أسعاركم، لا أرخص الله أسعاركم، وفعل بكم وفعل.
قال:
وصليت يوما إلى جنب بشير الرحّال، وكان شيخا عظيم الرأس واللحية، ملقيا رأسه بين كتفيه، فمكث طويلا ساكتا، ثم رفع رأسه فقال:
عليك أيها المنبر لعنة الله وعلى من حولك، فو الله لولاهم ما نفذت لله معصية، وأقسم بالله لو يطيعني هؤلاء الأبناء حولي لأقمت كلّ امرئ منهم على حقّه وصدقه، قائلا للحق أو تاركا له، وأقسم بالله لئن بقيت لأجهدن في ذلك جهدي أو يريحني الله من هذه الوجوه المشوّهة المستنكرة في الإسلام.
قال: فو الله لخفنا ألّا نتفرق حتى توضع في أعناقنا الحبال.
لذا نقول لكم نار الملك ولا جنتكم فالتسحيج افضل مليون مرة من ان نصحو واذا مليشيات إيران وحزب الله تخترق حدودنا الشمالية وصواريخ الغدر والخيانة على عمان كما على ابو ظبي والسعودية لا قدر الله، فنحن لا نخشى على وطن اول جنوده ملك، اصحي يا قرية من اوهام وخزبعلات بني ارشيد الايرانيه كفاك وهما.
ألا ترون أنّ الفرزدق لما خلع لجام بغلته، وأشرعها في ثغاب مسجد بني أسيّد، قال له جرنفش المجنون: نحّ بغلتك، جدّ الله ساقيك! قال الفرزدق: ولم عافاك الله؟ قال: لأنك زاني الكمرة ، كذوب اللسان. فلما سمع ذلك منه ركب بغلته وغادر القوم.