قدم رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت امام المؤتمر الصحفي جردة حساب عرض فيها آنجازات حكومته المتعددة، رغم المنغصات والعوائق التي واجهت الحكومة وفي ظل الظروف الملتهبة في المنطقة .
لكن الدولة الاردنية تمر بأزمة، بسبب تخبط الحكومات في معالجة الكثير من القضايا، وما تطرحه من تبريرات وحلول تجميلية تضر اكثر مما تنفع، دون ان تضع يدها على المشكلة برمتها وما تحتوي من قضايا فساد متراكمة أمام مسيرة الاصلاح والتغيير، أو بيان الاسباب الحقيقية لحدوثها ومن كان ورائها، ولم يكن لديها الجرئة لطرح الحلول الناجعة لمعالجة هذه اللازمة، ربما خوفا من المتنفذين ومافيات الفساد الذين أصبحوا أقوى من الحكومات، لا بل فقد أنتهجت طرق تقليدية وبأسلوب الفزعة لمعالجة أي مشكلة، هذه الطرق اصبحت تمس وتسيئ لكل انجازات الوطن وتشوه صورته دون الوصول الى حل لهذه القضايا .
أن ما قدمة الرئيس في المؤتمر الصحفي من حجج وبراهين لتبرئة الحكومة من شبهة الفساد التي شابت هذه القضية ما هو إلا نموذج لهذا النهج الغير مقبول لتبرير الاخطاء والتجاوزات على القانون، نهج لو تركت القضية دونه لكانت أهون على الشعب وأكثر هيبة للحكومة، نهج أوقظ الناس من غفلتهم وفتح الباب على مصرعيه أمام التفكير في هواجس هذه القضية ، لا لشيء إلا لأن مرافعة رئيس الوزراء لم تكن مقنعة لا بالدفوع ولا بالاثباتات، فإذا كانت الحكومته لا يتحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية عن سفر شاهين، فمن يتحمل المسؤولية؟ ولماذا تم التضحية بوزيري الصحة والعدل ، وربط أمر استقالتيهما بشكل غير مباشر بقضية شاهين؟ .
كنت اتمنى على رئيس الوزراء الأعلان عن حيثيات سفر شاهين بكل شجاعة، والاعتراف بالخطأ وعن الاجراءات لأعادتة، لكنة اعلن ان الحكومة أخذت بالتقاريير الطبية الموقعة من مجموعة أطباء من القطاع الخاص التي توفرت بيد المسؤولين، فلماذا اعُتمدت التقاريير من القطاع الخاص ولم يؤخذ بتحفظات ورفض توقيع طبيب الخدمات الطبية على التقاريير، ونعلم أن ما فعلوه الاطباء كان تشخيصا طبياً فقط لكنهم ليسوا هم من أخرجوه من سجنه، وهو ايضاً ليس فاراً، بل خرج بموافقة الحكومة وتحت سمعها وبصرها، لذلك فكيف يحُمل الاطباء الموقعين على التقارير كل توابع الازمة؟ وكيف لم يثبت في التحقيق أي تهمة لأي مسؤول ممن سهل مهمة سفرة، رغم المخالفات للقوانيين والانظمة ذات العلاقة التي يجب مراعاتها عند التعامل مع مثل هذه الحالات . وهل فكرت الحكومة بحجم الضرر لاطباءئنا وللقطاع الطبي برمتة، وما رافقة من تشكيك بمصداقية تقاريره، وماذا عن لتشجيع السياحة الطبية التي تأتينا من الخارج، وماذا عن صدقية الحكومة في نيتها بالاصلاح والتغيير، وهي تُضّحي بسمعة الوطن من أجل الدفاع عن سمعة افراد .
والكثير يسأل من هو سفيرنا في لندن؟، وخالد شاهين يستقبل ويودع ويزور ويُزار ويتلقى المكالمات الهاتفية من كبار المسؤولين؟ مع ان السيد شاهين اصبح سفيراً وممثلاً للنزاهة والشفافية الحكومية الاردنية لدى المنظمات الدولية .
فالدورة الاستثنائئية تحمل الكثير، إذا لم يُحضّر الرئيس البخيت نفسة لمواجهة هذه القضية المثيرة وقضية الكازينو وغيرها، فإنّه سيقع فريسةً سهلة للنواب والقوى السياسية في المرحلة القادمة نتيجة ضغط الشارع، لعدم قناعته بهذه الرواية التي لم تُرض الرأي العام عموماً، ولم تكن على المستوى السياسي لتخفيف أحتقان وغضب الشارع .
المهندس سليمان عبيدات
Email : sof.60@hotmal.com