يصادف يوم السابع من شباط من كل عام ، ذكرى الوفاء والبيعة، الوفاء للمغفور له بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه. والبيعة لجلالة الملك عبدالله الثاني اطال الله في عمره ، عاقدين العزم على المضي قدما في مسيرة البناء والتقدم والإنجاز.
ففي مثل هذا اليوم من العام 1999، تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية.
حيث اتخذ جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه، خطوات مؤثرة ومهمة، أبرزها؛ تعريب قيادة الجيش الأردني في العام 1956، وإلغاء المعاهدة البريطانية عام 1957 لإكمال السيادة الوطنية. كما حقق الأردن بقيادة الملك الراحل، انتصارا كبيرا في معركة الكرامة الخالدة في العام 1968.
نبارك لانفسنا . كأردنين ، بعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الستين ، وذكرى استلام سلطاته الدستوريه. عيد ميلاد القائد هو عيد ميلاد امة ووطن . حيث شهدنا التطور ومواكبة التكنولوجيا وتسخيرها لصالح الانسان في هذا العصر عصر الثوره الصناعية الرابعه ، حيث اصبحنا على حدود معظم انحاء دول العالم من خلال جغرافية الفكر لدى جلالته .
ومنذ اعتلائه العرش ، كان جلالة الملك عبدالله الثاني حريصا على تحويل الأردن ، إلى دولة محورية وقدوة في المنطقة ، فكانت التنمية المستدامة، والنمو الاقتصادي ، والرعاية الاجتماعية ، في مقدمة أولويات أجندة عمل جلالته ، والتي يتم تحقيقها في مناخ يكفل الإصلاحات السياسية والديمقراطية ، والترابط الاجتماعي . من أجل تمكين الأردنيين من المساهمة في تطوير بلدهم. ويؤكد جلالته على أهمية تكريس مبدأ الشفافية والمسائلة وسيادة القانون، وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص.
يحرص جلالة الملك ، على ترسيخ الثقافة الديمقراطية في المجتمع، وتوسيع أدوار السلطة التشريعية ، والارتقاء بها كركن أساس ، ،في البناء الديمقراطي للدولة الأردنية. حيث شكل جلالة الملك لجنة ملكية لتحديث المنظومة السياسية ، حدد مهمتها في وضع مشروع قانون جديد للانتخاب ، ومشروع قانون جديد للأحزاب السياسية ، إلى جانب النظر بالتعديلات الدستورية ، المتصلة حكما بقوانين ، وآليات العمل النيابي، وأن تترجم توصيات اللجنة ومخرجاتها على أرض الواقع ، ضمن خطط استراتيجية ، وبرامج عمل ، في خطوة ملكية لتعزيز الحياة الديمقراطية وتجذيرها في الأردن.
وقد عمل جلالة الملك منذ توليه مقاليد الحكم ، على تعزيز علاقات الأردن الخارجية، وتقوية دور المملكة المحوري ، في العمل من أجل السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي . ويعمل جاهدا، لإيجاد الحل العادل والدائم والشامل للقضية الفلسطينة. كما عمل باهتمام على سن التشريعات الضرورية التي تؤمن للمرأة دورا كاملا غير منقوص في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المملكة.
من خلال رسالة جلالته في عيد ميلادة الستين وضح الرؤيا والرسالة والاهداف للمرحلة القادمة من خلال عدة محاور منها :
1ــ . الاعتزاز بالشعب الاردني.
2 ـــ . يريد جلالته للاردن مستقبل مشرق للنهوض بالاقتصاد والتعليم والادارة عن طريق رسم خطط استراتيجية . تحدد اين نحن الان والى اين نريد ان نصل . ومن خلال تحويل التحديات الى فرص ونقاط الضعف الى قوة .
3ـــ . وضع استراتيجيات للحكومة ، من خلال البناء على الموجود وتطويره ، ومن خلال الحوار الايجابي وليس الاحباط.
4ـــ . الاصرار على تحقيق الاهداف .
5 ـــ . عدم القبول بالمسؤول المرعوب المرتجف المتردد.
6.ـــــ. التاكيد على ماورد في الاوراق النقاشية ، وهي اساس وخارطة طريق ، ل منظومة التخطيط الاستراتيجي . لتحقيق الاصلاح باشكاله المختلفة.
ومنذ استلام جلالة الملك مسؤليته الدستورية وهو يسعي الى مايلي:
1 . وصول القيادات ، والادارات الفكرية الناضجة، في جميع عناصر قوة الدولة، الى مواقع صياغة وصناعة القرار الاستراتيجي للدولة. بعيدا عن الواسطة والمحسوبية وتدوير الشخصيات.
2. الاعتماد على بناء المؤسسات ، وتقويتها ، وليس بناء الشخصيات.
3. لا بد من الارتقاء بالفكر، والعمل بروح المسؤوليه . من خلال وضع خطط استراتيجية مبنية على مراحل ومحطات مقرونة بخطط زمنية للانجاز.
4. الجيش العربي ، والاجهزة الامنية ، هي العمود الفقري الذي استطاع حماية الاردن ، في ظروف تاسيس الدولة . في عهد الشهيد الملك المؤسس ،وبنائها في عهد الملك الحسين طيب الله ثراه . وتطويرها وتعزيزها في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني اطال الله في عمره. لذلك ويولي جلالة القائد الأعلى ، القوات المسلحة الأردنية( الجيش العربي)، والأجهزة الأمنية ، جل اهتمامه.
وفي النهاية : الاردن ظلم جغرافيا في مساحته المحدودة ، وحدوده الملتهبة من اكثر من جهة ، وحدودة البحرية التي لا تتجاوز 26 كم ،ولكن منحنا الله ، قيادة هاشمية حكيمة ، استطاعت ان تحول ظلم الجغرافيا. الى نعمة بواسطة جغرافية الفكر. حيث اصبحنا مجاورين الى معظم دول العالم، والتغلب على الحدود الملتهبة ، بجيش واجهزة امنية تعتمد على النوع وليس الكم ، متسلحة وبأحدث الوسائل والأدوات، مقرونة بالعلم والمعرفة .
حمى الله الاردن ، وحمى الله جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ، وولي عهده الامين سمو الامير الحسين ، من كل مكروه. وادام الاردن ، واحة امن واستقرار ، انه نعم المولى ونعم المجيب .
الدكتور مفلح الزيدانين
متخصص في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشرية