زاد الاردن الاخباري -
:بقلم رئيس الديوان الملكي الهاشمي ورئيس لجنة متابعة تنفيذ المبادرات الملكية يوسف حسن العيسوي
يستحضر أبناء الأسرة الأردنية الواحدة، في عيد ميلاد عميد آل البيت الأطهار، صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني، حفظه الله، مسيرة وطن حافلة بالإنجازات النوعية التي تحققت برؤى هاشمية ثاقبة ومبادرات ملكية ريادية وملهمة غاياتها الإنسان، ترسم طريق المستقبل المشرق الحافل بالإنجاز، والذي يليق بوطن، شكل بقيادته الحكيمة الملهمة، وشعبه الأردني النبيل، أنموذجا يحتذى في العطاء والبناء.
إننا ونحن نحتفي كأسرة اردنية واحدة، بعيد ميلاد جلالة قائد مسيرتنا الوطنية الواحدة، ونقف، في ذات الوقت، على أعتاب الاحتفال بذكرى تولي جلالته سلطاته الدستورية، والأردنيون يسيرون بخطى ثابتة وواثقة نحو المستقبل الأفضل، والحفاظ على تميز الأردن، كنموذج في الانفتاح السياسي والاقتصادي والأمن والاستقرار والديمقراطية، وتبني مفهوم التنمية الشاملة بمختلف أبعادها.
حقق الأردن بقيادة جلالة الملك، حفظه الله، الذي وضع في سلم أولوياته بناء الأردن الأنموذج، وإحداث نقلة نوعية في مسيرته، تطورا ونموا وإنجازات كبيرة في مختلف الميادين، في ظل ظروف صعبة تعيشها المنطقة. فكانت قيادة جلالته الحكيمة للسياسة الخارجية العقلانية والمتوازنة وسعيه المستمر للنهوض بالاقتصاد الأردني وكذلك اهتمامه الموصول ورعايته الدائمة لابناء شعبه وقواته المسلحة وزياراته المتواصلة ومتابعته الدؤوبة لأداء مؤسسات الدولة.
لقد شكل لجلالته، أبناء وبنات الشعب الأردني النبيل، الذين يحملون ذات الهموم، ويعملون لنفس الغايات، يعيشون كأسرة واحدة متحابة، متسامحة، متماسكة ومتجانسة، نموذجا ملهما للعزيمة والإصرار وأداء ما تقتضيه أمانة المسؤولية تجاههم وتجاه الأردن على النحو الذي يحقق لهم آمالهم وطموحاتهم التي – يعرف العالم بأسره – أنه ليس لها حد.
وأستذكر هنا ما أكد عليه جلالته في أحد خطاباته إلى أسرته الأردنية ( نفاخر بأننا حملنا العروبة أمانةً وانتماءً، جيشاً وشعباً، ولم نهن يوماً، رغم ثقل ما نتحمل. نحن لا نشكو، بل نفاخر. فالأردن "أرض العزم، وحدّ سيفه ما نبا"، حمل راية الثورة العربية الكبرى، كما حمل شرف مسؤولية حماية القدس ومقدساتها، وقضايا الأمة والإنسانية، وقيم التسامح والوسطية. وشهداؤنا يشهد لهم التاريخ أنهم قضوا في سبيل الله دفاعاً عن رسالة الإسلام، وثرى الأردن، وكرامة شعبه، وحلقوا عالياً رموزاً لكل أردني. لذا، يحق لكم أيها الأردنيون والأردنيات أن تفاخروا بوطنكم، أن تفاخروا بأنفسكم وإنجازاتكم. فمن كان له هذا التاريخ المشرف، والحاضر الواثق، والغد الواعد، يحق له أن يفخر به).
إن النهج الملكي الذي اختطه جلالة الملك، حفظه الله، في التواصل المستمر مع أبناء شعبه، شكل الأساس في العلاقة بين الملك وشعبه الوفي، والتي لا يوجد لها نظير. فمنذ أن تسلم جلالته أمانة المسؤولية يواصل لقاءاته مع جميع شرائح المجتمع حيث انتهج أسلوب اللقاء المباشر مع أبناء الوطن على اختلاف مواقع سكناهم للاطلاع على كل ما من شأنه دعم مسيرة التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة.
ويولي جلالته اهتماما متواصلا لتحسين أحوال المواطنين، في مختلف المناطق، وشكلت زيارات جلالته حافزا للعمل والاسراع في عجلة الإنجاز، ورفع وتيرة العمل، وتسهيل تقديم الخدمات للمواطنين.
ويضع جلالة الملك، في مقدمة أولوياته، تحسين الظروف المعيشية للمواطن الأردني، وتوفير الحياة الكريمة له، من خلال تسريع عملية التحديث والتطوير والتنمية، ليلمس الجميع في مختلف مناطق المملكة، ثمار الإنجاز، وبما ينعكس إيجابيا على حياة المواطنين، ويسهم أيضا في ضمان مشاركتهم في إنجاح عملية التنمية وضمان استدامتها. والإنجاز الذي تحقق خلال السنوات الماضية شمل مختلف نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
والمبادرات التي يطلقها جلالة الملك حفظه الله، والتي تصب بمجملها في إطار توفير سبل العيش الكريم وتحسين الظروف الاقتصادية للأردنيين في مختلف مناطق المملكة، وتوجيهاته المستمرة بسرعة التنفيذ والإنجاز للمشاريع التنموية في مناطق المملكة كافة، تأتي ترجمة حقيقية لرؤى جلالته الحكيمة التي تستشرف المستقبل، لبناء الأردن الحديث والعصري، أردن العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
وفي كل اللقاءات التي تجمعني مع جلالة سيدنا، حفظه الله، أجد أن هم وهاجس جلالته الأول هو المواطن الأردني، والعمل على بناء المستقبل له، حيث أن توجيهات جلالته المستمرة تركز على ضرورة التواصل مع المواطنين في جميع المناطق، والعمل الحثيث من أجل تقديم الأفضل لهم، وتلبية احتياجاتهم وضمان تقديم خدمات نوعية لهم في مختلف المجالات، تسهم في توفير الحياة الفضلى التي تليق بهم.
لقد رافقت جلالة الملك المفدى، في عدد كبير من زياراته وجولاته الميدانية، وتحضرني هنا، مبادرات إنسانية لملك إنسان، وهو يدخل إلى بيت أسرة عفيفة، يستمع إلى همومها واحتياجاتها، فيأمر بالعمل على تلبية هذه الاحتياجات، أو يعود مريضا يطمئن عليه، ويقف على حاجته ويلبيها، أو يحضن طفلا أو طفلة فيزرع البسمة على شفاههم والأمل في قلوبهم، وهذا يعكس مدى قرب جلالة الملك الإنسان من أبناء وبنات شعبه.
تستهدف المبادرات الملكية، التي يجري إطلاقها بتوجيهات ملكية مباشرة، تقديم الأفضل للمواطنين، وتحسين مستوى معيشتهم، وتمكينهم وتعزيز دورهم في خدمة مجتمعاتهم المحلية، وتعكس هذه المبادرات الرؤية الملكية الرامية إلى تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية مستدامة وتوفير فرص العمل وتأمين مستوى معيشي أفضل لأبناء وبنات الشعب الأردني، حيث يدرك جلالة الملك حجم التحديات التي تواجههم، موجها بتوفير الحلول التي تمكنهم من تجاوزها.
ويوجه جلالة الملك، وباستمرار، المعنيين في الديوان الملكي الهاشمي، لتنفيذ مشاريع، في إطار المبادرات الملكية، في العديد من القطاعات ومن ضمنها التربية والتعليم، والشباب، والرعاية الصحية، والتنمية الاجتماعية، والشؤون البلدية والمشاريع الإنتاجية، إضافة إلى تنفيذ مبادرة "مساكن الأسر العفيفة"، بهدف التخفيف من الصعوبات المعيشية التي تواجه المواطنين، وإحداث نقلة نوعية في المجتمعات. وتقوم إدارة متابعة تنفيذ المبادرات الملكية، في الديوان الملكي الهاشمي، بمتابعة تنفيذ المبادرات الملكية، والتعاون والتنسيق مع جميع المؤسسات الحكومية المعنية، ومؤسسات المجتمع المدني الشريكة، لضمان تنفيذ هذه المبادرات على أرض الواقع، وتحقيق أهدافها على الوجه الأمثل.
إن ما حققته المبادرات الملكية، من إنجاز فعلي ونوعي على أرض الواقع، يشكل قصة نجاح نعتز ونفخر بها، فهي تلامس احتياجات المواطنين وتحقق أمنياتهم في الانتقال بمجتمعاتهم من واقع صعب، إلى واقع يحظون به بخدمات نوعية وذات جودة عالية في مختلف القطاعات. فتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن، وفق خطة شاملة لإحداث نقلة نوعية في مستوى هذه الخدمات وضمان تقديمها بسهولة وفاعلية، هي الهدف والغاية.
الشباب هم صنّاع المستقبل، وفرسان التغيير، ولا يكاد يخلو خطاب أو حديث لجلالته، إلا ويتناول فيه الشباب، ويؤكد على أهمية دورهم في البناء وتقدم المجتمع، ويحرص جلالته على المشاركة في مؤتمراتهم وملتقياتهم، فيتبادل الحديث معهم، ويصل إلى أماكنهم في المدرسة والجامعة، ويفسح المجال أمامهم للمشاركة في لقاءات عالمية يرافقون جلالته فيها حيث اصطحب جلالته عددا منهم لحضور المؤتمرات والفعاليات الدولية، والاطلاع على التجارب المتقدمة في مختلف المجالات في الدول التي يزورها.
ويوجه جلالته دوما بضرورة دعم الشباب وتزويدهم بأدوات المعرفة ومهارات التميز، وترسيخ ثقافة وطنية، تحفزهم على تحمل المسؤولية، والانحراط في عملية التنمية، وأطلق مبادرات، لإنشاء المراكز الشبابية، وتحسين واقع الأندية الرياضية، التي تشكل حاضنة لنشاطات الشباب ومواهبهم.
والرؤية الملكية لأردن المستقبل عمادها الاستثمار في الإنسان الأردني المبدع المتميز بعطائه، وإطلاق طاقات الشباب وإمكانياتهم، وتسليحهم بالعلم والمعرفة حتى يتمكنوا من مواكبة متطلبات العصر ومن الإسهام في بناء وطنهم بكفاءة واقتدار. وفي أحد خطاباته يقول جلالة سيدنا " إنني على ثقـة أن الشباب الأردنـي الواعـد والمسؤول هو مستقبلنا، ولابد أن ينشأ أبناؤنا وبناتنا في مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم على روح المبادرة والإبداع، من خلال تأهيلهم وتدريبهم وتمكينهم، لتحويل طاقاتهم وطموحاتهم إلى واقع ملموس، فالإبداع ليس حالة معزولة هنا أو هناك، بل يجب أن يكون شاملا ومتكاملا في جميع مناحي الحياة ومجالاتها، فالطالب والمعلم، والجندي ورجل الأمن والعامل، وكل شاب وشابة، هم جزء من مسيرة البناء والإنجاز.. كل من موقعه".
كما أن صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظم، أطلق العديد من المبادرات، الهادفة إلى رعاية الجيل الأردني الشاب، والانطلاق به إلى آفاق التقدم والرقي والنماء، وتحفيز الطاقات وتنمية المهارات، وتطوير القدرات ودعم الشباب، وأفكارهم الريادية والإبداعية.
الكل يعلم، أنه وخلال لقاءات جلالة سيدنا حفظه الله، مع مختلف الفعاليات والمواطنين، يتم طرح العديد من القضايا والمطالب، حيث يأمر مولاي جلالة الملك، بتنفيذ هذه المطالب، استنادا إلى الأولويات، ووفقا للمخصصات، حيث يقتضي الواجب وتحتم المسؤولية علينا أن نقوم بتنفيذ أوامر جلالة سيدنا بالسرعة الممكنة، وإطلاق المبادرات التي من شأنها الإسهام في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين والارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدم لهم في مختلف المجالات، وفق رؤية واضحة وجداول زمنية محددة.
تمكنت المبادرات الملكية، وعبر تعزيز الشراكة مع الجهات الرسمية، ومؤسسات المجتمع المدني، من تطوير منظومة العمل التنموي والإنساني، في المجتمعات المحلية، وصولا إلى بناء مجتمعات منتجة، تعتمد على ذاتها اقتصاديا وتنمويا، من خلال الاستجابة المُثلى للاحتياجات الحقيقية لهذه المجتمعات والفئات المستهدفة.
إن المبادرات الملكية، التي تشمل جميع مناطق المملكة، تشكل ترجمة حقيقية لتوجيهات جلالة سيدنا، دام مجده، وسنمضي قدما، بعزيمة لا تعرف الوهن أو الكلل، لتنفيذ هذه الأوامر والتوجيهات على الوجه الأكمل، وتنفيذ البرامج والمشاريع بما يجسد رؤية جلالة الملك الذي يقود الوطن بثقة وإرادة واقتدار نحو المستقبل المزدهر، ويكرس كل جهوده وطاقاته، من أجل بناء المستقبل الأفضل لشعبه النبيل، الذي سيظل دوما أكبر من كل التحديات وصانعا للمجد والإنجاز بقيادة جلالته الحكيمة الملهمة.
وكما أكد جلالة سيدنا في أحد خطاباته "سيبقى الأردن، بإذن الله، وبوعي وعزيمة أبنائه وبناته، دولة رسالة؛ رسالة الـحرية والسلام والتعايش والنماء، مرتكزين على مبادئنا وفخورين بهويتنا وإنجازاتنا".
وسيبقى الديوان الملكي الهاشمي (المقر السامي)، وكما أراده جلالة سيدنا، أطال الله في عمره، بيتا لجميع الأردنيين، أبوابه مشرعة أمامهم فنحن موجودون لخدمتهم والاستماع إلى مشاكلهم وقضاء حوائجهم وتلبية مطالبهم ضمن الإمكانيات المتاحة.
وبهذه المناسبة الغالية على قلوب جميع الأردنيين والأردنيات، أضرع للمولى جلت قدرته، أن يحفظ قائد المسيرة الأردنية الواحدة، جلالة الملك عبدالله الثاني، حاميا للمسيرة، ومجددا للنهضة، ورائدا للإصلاح، وأن يديمه سندا وذخرا لشعبه الوفي ولأمته العربية والاسلامية، وأن يحفظ ولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وأن يحفظ الأردن الأغلى آمنا مستقرا، إنه نعم المولى ونعم النصير.