زاد الاردن الاخباري -
حذرت واشنطن الجمعة، من ان الاجتياح الروسي لأوكرانيا "قد يحدث في أي لحظة" خلال الايام المقبلة، متوقعة ان يبدأ بقصف جوي يتلوه اجتياح بري، ودعت الأميركيين إلى مغادرة البلاد "فورا".
وقالت وكالة "بلومبيرغ" الجمعة، فإن التقييمات الأميركية تشير إلى أنّ موعد الغزو الروسي لأوكرانيا سيكون الثلاثاء المقبل في الخامس عشر من الشهر الجاري.
ومن جانبها، نقلت صحيفة الغارديان عن مصادر دبلوماسيّة إنّ الرئيس الاميركي جو بايدن أبلغ قادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) خلال مشاورات هاتفية أنّ تقديرات الولايات المتحدة تشير إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قرر غزو أوكرانيا في الأيام المقبلة.
وقالت مصادر في الحكومة الألمانية والإليزيه الجمعة، إن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، والرئيس البولندي، أندريه دودا، شاركوا أيضا في هذه المشاورات، وكذلك رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي ونظيره الكندي، جاستن ترودو.
وأعلنت برلين أن القادة الغربيين وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي والمستشار الألماني أولاف شولتس تعهدوا بعد المشاورات فرض "عقوبات شديدة" في حال غزت روسيا أوكرانيا.
وأعلن داونينغ ستريت أن جونسون أبلغ حلفاءه الغربيين، الجمعة، خلال المشاورات أنّه "قلق على أمن أوروبا".
وطلبت بريطانيا، الجمعة، من مواطنيها مغادرة أوكرانيا فورا لدواع أمنية، في غمرة الأزمة بين روسيا والغرب.
ذريعة مفتعلة
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الجمعة، إن الاجتياح الروسي لأوكرانيا "قد يحدث في أي لحظة"، داعيا المواطنين الأميركيين إلى مغادرة البلاد "فورا".
وأضاف سوليفان أن الولايات المتحدة ترى "علامات لتصعيد روسي بما في ذلك وصول قوات جديدة إلى الحدود الأوكرانية".
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن واشنطن تتوقع أن يبدأ أي غزو روسي لأوكرانيا "بقصف جوي يتلوه اجتياح بري"، مبينا أن الاجتياح الروسي "قد يحدث في أي لحظة حتى في ظل الألعاب الأولمبية الشتوية" المقرر ان تنتهي في 20 فبراير الجاري.
ودعا سوليفان المواطنين الأميركيين الذين ما زالوا في أوكرانيا إلى "المغادرة فورا خلال الـ24 أو 48 ساعة المقبلة".
وأكد سوليفان أن "روسيا قد تنفذ عدوانها على أساس ذريعة مفتعلة"، لافتا إلى أن "الطريقة التي نشرت بها روسيا قواتها حول أوكرانيا تدفعنا للاعتقاد بأنها تعتزم الاجتياح".
وقال أيضا إن "لدى روسيا الآن ما تحتاجه من قوات لشن عمل عسكري كبير" في أوكرانيا.
مكالمة حاسمة
وتوقع سوليفان أن يجري الرئيس الأميركي جو بايدن مكالمة هاتفية بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في محاولة لثنيه عن غزو أوكرانيا، لكنه قال كذلك "ليس لدي أي شيء لأعلنه في الوقت الراهن".
وأكد أن هناك "احتمالا فعليا جدا" لحصول غزو روسي لأوكرانيا، ولكن ذلك لا يعني أن الرئيس فلاديمير بوتين "اتخذ قراره النهائي" في هذا الصدد.
وشدد سوليفان أن الحلفاء أبدوا وحدة موقف "لافتة" في مواجهة روسيا محذرا موسكو من أن نفوذها سيتراجع في حال قررت غزو اوكرانيا.
وأكد "مهما حصل فإن الغرب موحد أكثر من أي وقت مضى في السنوات الأخيرة وقد تعزز حلف شمال الأطلسي".
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، إن الدول الغربية، بمساعدة وسائل الإعلام، تنشر معلومات كاذبة بالإشارة إلى أن موسكو ربما تخطط لغزو أوكرانيا.
وأضافت الوزارة في بيان على موقعها على الإنترنت أن الدول الغربية تحاول تشتيت الانتباه عن أعمالها العدوانية.
تحشيد أميركي
وأعلنت البحرية الأميركية الجمعة، إرسال 4 سفن مدمرة إلى أسطولها السادس المسؤول عن منطقة أوروبا، في ظلّ تصاعد التوتر الروسي ـ الأوكراني.
وقالت البحرية، في بيان، إنها أرسلت كلا من مدمراتها "سوليفانس"، و"غونزاليز"، و"دونالد كوك"، و"يو إس إس ميتشر"، إلى منطقة عمليات أوروبا، بهدف دعم أسطولها السادس، والحلفاء في الناتو.
وأضافت أن السفن انطلقت من ولايتي فيرجينيا وفلوريدا، وأن إرسالها ليس ردا على أي خطوة روسية، إنما بهدف توفير المزيد من المرونة للأسطول السادس.
وأعلن مسؤول كبير في البنتاغون، الجمعة، أنّ الولايات المتّحدة سترسل ثلاثة آلاف جندي إضافي إلى بولندا "في الأيام المقبلة"، من أجل "طمأنة الحلفاء في حلف شمال الأطلسي".
وقال المسؤول إنّ هؤلاء الجنود الذين يتمركزون حاليا في فورت براغ بولاية كارولاينا الشمالية، كانوا قد وُضعوا في نهاية كانون الثاني/ يناير في حال تأهّب بطلب من الرئيس، جو بايدن، مشيرا إلى أنّهم سيغادرون قاعدتهم "في الأيام المقبلة" على أن يصلوا إلى بولندا "مطلع الأسبوع المقبل".
كما أعلن الجيش الأميركي، الجمعة، نقل طائرات مقاتلة من طراز إف-16 من ألمانيا إلى رومانيا "لتعزيز الأمن الإقليمي".
ومن المقرر أن تصل مقاتلات إف-16 التي لم يحدد عددها، الجمعة إلى قاعدة فيتيستي الجوية الرومانية على بعد أقل من 100 كيلومتر من البحر الأسود، حيث ستنضم إلى طائرات مقاتلة إيطالية منتشرة هناك، وفق ما جاء في بيان لقيادة القوات الجوية الأميركية في أوروبا ومقرها ألمانيا.
اسرعوا بالمغادرة
وأعلن الاتّحاد الأوروبي الجمعة، أنّه أوصى الموظفين غير الأساسيين العاملين في بعثته الدبلوماسية في كييف بمغادرة أوكرانيا للعمل من بُعد خارج هذا البلد المهدّد بغزو روسي.
وقال بيتر ستانو المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، للصحافيين: "نحن لسنا بصدد إجلاء. في الوقت الحالي، يتمتّع الموظّفون غير الأساسيين بخيار العمل من بُعد من خارج البلد".
وأضاف: "نواصل تقييم الوضع أثناء تطوّره، بالتشاور والتنسيق الوثيقين مع الدول الأعضاء في الاتّحاد الأوروبي".
ونشرت صحيفة "إي يو-أوبزرفر" رسالة عبر البريد الإلكتروني وجهها رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في كييف، الإستوني ماتي ماسيكاس إلى الموظفين غير الأساسيين في البعثة يوصيهم فيها بمغادرة أوكرانيا "في أقرب وقت".
وكانت لاتفيا وإستونيا دعتا الجمعة رعاياهما إلى مغادرة أوكرانيا بسبب "تهديد أمني خطير تشكّله روسيا قرب الحدود الأوكرانية، وتهديد فعليّ بتصعيد الموقف"، بحسب ما ذكرت وزارتا خارجية البلدين.
ومساء الجمعة أصدرت تل أبيب، وواشنطن وولندن النصيحة نفسها إلى رعاياهما.
وتتهم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، روسيا بحشد قوات قرب الحدود الأوكرانية، وهددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو إذا شنت هجوما على أوكرانيا. وترفض روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.