زاد الاردن الاخباري -
تمكنت الطالبتان, سارة أبو دهيس وحنين صقر, وهما في الصف الأول الثانوي علمي من مدرسة المونتسيوري الحديثة من ابتكار سخان شمسي لتوليد غاز قابل للاشتعال من خلال تسخين ثمار شجر الصنوبر.
يقوم الجهاز بإنتاج الغاز من خلال الطاقة المتجددة الشمس, وهو بذلك يوفر الطاقة, ويعتبر صديقا للبيئة.
عرض المشروع في معرض المبدعين في قصر المؤتمرات - البحر الميت- منتصف الشهر الحالي, بتنظيم من الجامعة الأردنية وصندوق الملك عبدالله للتنمية.
وأكدت صاحبتا الابتكار لـ العرب اليوم أنهما توصلتا لهذا الانجاز; بعد سلسلة متواصلة من البحث والتحري جنباً إلى جنب مع المدرسة التي عملت ما بوسعها على تذليل الصعوبات لولادة المشروع. كما ساهمت أسرتا الطالبتين في دعم جهود ابنتهما وتخطيهما البدايات الصعبة وتحملهما للتكلفة المالية.
وقالت أبو دهيس: إن الفكرة بدأت قبل ما يقارب العام, بعد علمها وزميلتها عن مسابقة علمية في الولايات المتحدة الأمريكية, تقدم إليها مشاركون من ستين دولة وخمس وأربعين ولاية, وكانت مدرستهما إحدى المشاركات; الأمر الذي حدا بهما إلى استثمار وقتيهما والتفكير ملياً بمشروع يتيح لهما ترجمة أفكارهما على أرض الواقع إضافة إلى مساعدة المجتمع المحلي, فكان لهما ذلك.
وتحقيقاً لذلك, اطلعت الطالبتان على العديد من التجارب العلمية السابقة, كما استعانتا بكل ما من شأنه تحقيق فرصة النجاح; لتفادي ما يمكنهما تفاديه من معوقات, وللاستفادة من خلاصة تجارب الآخرين في هذا المضمار, سيما وان مدرستهما دأبت على حصد المزيد من الجوائز منذ ستة أعوام, وهو ما يضاعف احساسهن بالمسؤولية, مستغلات وجود مختبر مجهز بافضل الأجهزة العلمية لاعداد تجربتهما.
وهو ما عبد الطريق أمام الطالبتين لحصد المركز الاول في المسابقة العلمية التي اقيمت في الولايات المتحدة الامريكية, وعلى منحة دراسية مقدمة من جامعة امريكية. كما قامت المدرسة بتقديم منحة دراسية كاملة للطالبتين لإكمال المرحلة الثانوية.
تستند آلية عمل الجهاز إلى استقبال الطاقة الشمسية وتركيزها في منطقة محددة تقوم بتسخين مادة خشب الصنوبر, كما أن الجهاز مكون من سطح محدب عاكس للاشعة وخزان من مادة الفولاذ تعمل على امتصاص الاشعة وتسخين مادة الخشب الموجودة داخله لاستخراج الغاز القابل للاشتعال.
الجهاز المخترع أثبت قدرة الطالبتين على استخدام وتسخير كل ما من شأنه إفادة المجتمع, والحد من ظاهرة التلوث, التي باتت تهدد العالم, وكذلك للحفاظ على بيئة خضراء تسر الناظرين, حيث لا توجد أي آثار جانبية مثل الانبعاثات السامة نتيجة الاحتراق.
ولم تنكر ابو دهيس فضل المعلمين في وضع الأطر الحقيقية, مؤكدة مشاركتهم ومتابعة سير العمل منذ البدء حتى النهاية.
هذا ما جسده كل من المعلم رائد الشامي, مدرس الفيزياء, ومعلمة الكيمياء إيمان أسعد, اللذين لم يبخلا على طلابهما بتوجيه النصح وتقديم المشورة المدعمة بالحقيقة والتجربة كلما سنحت الفرصة; حتى تغدو تلك الفكرة كاملة ناضجة; فيستقيم حينئذ العمل وتتسع المعرفة.
نجاح العديد من تجاربهما الأولية الهادفة إلى إثبات فرضيتهما المستندة على استخراج الغاز من الصنوبر; أدى بهما إلى تصميم وحدة شمسية تم تجريبها مرات عديدة باستخدام الماء, فأثبتت فعاليتها في التسخين خلال أقل من 15 دقيقة, إذ وصلت درجة الحرارة إلى 95 درجة مئوية, وعن حساب فعالية الجهاز كانت 22% وهو ضعف المتواجد حالياً في الأسواق.
وبين المعلم رائد أنه بعد عرض المشروع على رئيس قسم الطاقة في الجامعة الأردنية, د. محمد سلايمة, الذي أعارهم جهاز قياس قوة الإشعاع الساقط من الشمس; ليتمكنوا من احتساب فعالية السخان الشمسي, تم تجربة الجهاز بالماء أولاً, ثم على خشب الصنوبر, وكانت النتيجة أن كل ملم من الغاز أنتج من الطاقة 217 جو, وكل واحد غرام من خشب الصنوبر أنتج 180 ملتر من الغاز, وعن مقارنة الوحدة الشمسية بسرعة تسخين الماء كانت أسرع من مصدر اللهب المخبري, وهو ما يؤكد فعالية الجهاز.
تلك التجربة تعني للطالبتين الحياة والنجاح والأمل, وللأهل الرضا والإطمئنان في حين تعني للمدرسة حصاداً غرسه ثابت وفرعه أخضر يطال السماء.
العرب اليوم