الحمد لله على سلامتي وسلامة زوجتي هديل؛ فأوّل أمس الأوّل وعند الثالثة فجرّا كان النوم قد أخذني وأنا أقرأ في صالة بيتي في «الكرامة / الأغوار»؛ وفجأة من فجآت القدر كأن صاروخاً سقط على البيت.. صوت ارتطام يبكم البليغ ويوقظ النائم ويسقط الحامل..! فتحتُ عينيَّ وأنا بكامل توهاني وإذ بجزء كبير من السقف قد سقط ككتلة واحدة على كل شيء تحته: ومنها طاولة مكتبي؛ و كمبيوتر هديل؛ آه هديل..! أين هديل..؟ أيكون...؟ لاااااا.. تجمدتُ مكاني..! حتى جاء صوتها منادياً: كامل..كامل..! سألتها: صار فيك شيء.. قالت: لا.. وأنت ؟ قلتُ: لا..! وتابعتُ: اطلعي من عندك بحذر وضعي وسادة فوق رأسك..وخرجنا من البيت في زمهرير البرد بخوف وهلعٍ شديدين.. وأدخلتُ السيارة للحوش ومكثنا فيها حتى شروق الشمس..!
طبعاً سيهتزّ الكثيرون لما حدث.. ولكنّ الأقل اهتزازاً سيكون أهل الأغوار؛ لأن مثل هذا الحدث يتكرّر بشكل دائم .. فأسقف البيوت تتساقط دون مقدمات.. وطبيعة الأرض والطوب يسكنها (المَلح) وينخر فيها..! فحكايتنا أمس الأوّل هي حكاية الفقراء والمهمّشين هناك.. حكاية الذين ينتظرون بقدر الله في كلّ أوقات الله..!
أكتفي بنقل « خريعتي» إليكم.. وأوكّل أمر الذين ينتظرون لله أولاً وللذين يجب أن يساعدوا الناس هناك على صيانة بيوتهم ثانياً لأنّ السلامة في مرّة لا تعني السلامة كلّ مرّة.. أنا قادر تماماً على تجاوز محنتي ولكنّ الآلاف هناك غير قادرين أبداً.. فالتفتوا إليهم يا قوم..