زاد الاردن الاخباري -
وصلت ميليشيات عسكرية من مدينة مصراتة إلى العاصمة الليبية طرابلس ليلة السبت، لدعم رئيس الحكومة المنتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة، تأتي هذه الخطوة في أعقاب اختيار البرلمان لفتحي باشاغا خلفاً للدبيبة.
حيث أكّدت وسائل إعلام محلية وصول أكثر من 100 عربة عسكرية تحمل جنوداً إلى طرابلس، في ساعة متأخرة من ليلة السبت الماضية، ضمن قافلات سيرها مناصروه دعما لسلطته. وكان الدبيبة قد أقسم في وقت سابق على الامتناع عن تسليم السلطة إلا بعد إجراء انتخابات، رافضاً تحركات البرلمان لتعيين فتحي باشاغا رئيساً جديداً للحكومة.
ويعود اختيار البرلمان لباشاغا نظراً ل “امتلاكه قوة عسكرية وسياسية وعلاقات دولية متشابكة تمكنه من فرض حكومته حتى، لو لم يسلم الدبيبة بذلك”، وذلك وفقاً المحلل السياسي الليبي، أحمد المهدوي. ويُذكر أن باشاغا كان من المبادرين لعقد صلح مع المعسكر الشرقي، حيث سبق وأن زار بنغازي في ديسمبر 2021، عشية الانتخابات الرئاسية التي أجهضت قبل إجرائها في 24 من نفس الشهر.
ويدق وصول القافلة العسكرية ناقوس خطر عودة المواجهات المسلحة، وخاصةً في ظل الأزمة التي سببتها تحركات عسكرية لفصائل مسلحة تدعم أطرافاً سياسية مختلفة خلال الأسابيع الماضية.
ويأتي هذا في ظل ورود معلومات عن انسحاب كامل لقوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة " فاغنر" من مدينة سرت، إحدى أهم معاقل الجيش الوطني الليبي ومعسكر شرق ليبيا. إذ تعتبر سرت حاضنة رئيسية لمباحثات السلم وتوحيد المؤسسة العسكرية من خلال لجنة 5+5.
وأفادت أنباء أخرى بنية الشركة الروسية الخاصة فاغنر سحب مقاتيلها بشكل كامل من شرق ليبيا، الأمر الذي يؤكده الانسحاب من سرت، مما أثار مخاوف وقلق العديد من المراقبين والمحللين السياسيين والعسكريين من خطورة إخلاء المقاتلين لمواقعهم على الوضع الأمني برمته في البلاد. وتعد قوات "فاغنر" من أهم حلفاء الجيش الوطني الليبي، والتي ساهمت بتأمين الحقول والموانئ النفطية في الهلال النفطي ومناطق مختلفة من ليبيا، بالإضافة إلى منع العديد من الهجمات الإرهابية التي كانت تستهدف مصدر الثروة الرئيسي في البلاد. وكذلك المساهمة بالحفاظ على توازن القوى بين المعسكرين المتصارعين بالشكل الذي يمنع أي عمليات عسكرية أو هجمات مفاجئة ضد الجيش الوطني بهدف السيطرة على حقول النفط في مناطق نفوذه.
ويعتبر النفط العامل الرئيسي الذي اعتمد عليه المشير خليفة حفتر في مواجهة معسكر غرب ليبيا المدعوم تركياً، إذ تخضع معظ الاّبار النفطية في البلاد لسيطرة الجيش الوطني الليبي، وتقوم قوات "فاغنر" حليفة المشير حفتر بتأمينها بعيداً عن متناول ميليشيات غرب ليبيا المسلحة.
ويستمد الجيش الوطني الليبي قوته، وفقاً للعديد من الخبراء والمحللين، من الدعم الروسي والقوات الموجودة على الأرض وعلى خطوط التماس "سرت - الجفرة"، في مواجهة الميلشيات الإخوانية التي تدعمها تركيا، ويرى البعض أن انسحاب هذه القوات من شأنه أن يشكل فراغًا كبيرًا قد يضعف الجيش الوطني، مما قد يتسبب بتبعات لا تحمد عقباها. خاصةً في ظل السلام الهش القائم حالياً، والذي قد يتعرض للانهيار بفعل أي هزة، فبدون القوات الروسية، لن يصمد المشير طويلاً في معسكره أمام ميليشيات الدبيبة التي تتلقى دعمها من تركيا والتي أصبحت على دراية بالمخطط الخبيث والمحكم الذي يحاك ضدهم، ومن هنا تنبع تخوفات المراقبين من احتمالية اندلاع نزاع مسلح ستكون ميليشيات طرابلس وحلفائها من يطلق الشرارة الأولى فيه.