زاد الاردن الاخباري -
عادت الى الواجهة مجددا الثلاثاء، قضية الحمير المسلوخة التي يعثر عليها بين الحين والاخر في انحاء مصر، وذلك بعد اكتشاف عشر منها ملقاة قرب مصرف للمياه في محافظة الغربية شمالي البلاد.
وقالت وسائل اعلام مصرية ان أهالي قرية محلة مرحوم بدائرة مركز طنطا بمحافظة الغربية على 10 حمير مذبوحة ومسلوخة على امتداد مصرف شوبر.
واضافت ان لجنة من هندسة صرف الغربية دفنت الحمير بطريقة آمنة، بعد أن كشفت التحقيقات أن الغرض من ذبحها كان حصول التجار على جلودها لبيعها وتحقيق أرباح غير مشروعة.
وتعد هذه الواقعة السابعة التي يعثر فيها المواطنون على حمير نافقة في هذا المكان.
ولعل الواقعة الابرز كانت تلك التي وقعت في منطقة صحراوية بمحافظة بني سويف قبل سنوات وعثر خلالها على مئات الحمير المذبوحة والمنزوعة الجلد.
وبعد أن كان المصريون يتحدثون عن إقدام بعض ضعاف النفوس على ذبح الحمير وبيع لحومها لمحلات بيع "الكباب والكفتة" اتضح أن هناك سببا آخر لذبح هذه الحيوانات ربما أكبر من اللحم، وهو الحصول على جلودها.
أسعار خيالية
وبحسب مسؤولين في وزارة الزراعة المصرية، فان الهدف من ذبح الحمير ليس بيع لحومها في الاسواق، وانما جلودها التي يجري تصديرها مقابل مبالغ كبيرة لإحدى دول شرق آسيا.
وتحدثت تقارير عن ان الدولة المعنية هي الصين التي تستخدم جلوده الحمير لاستخراج عقاقير لمعالجة عدة أمراض وتأخير الشيخوخة، وكذلك المنشطات الجنسية وغيرها من الصناعات.
وتشير بعض التقارير الى ان البورصة العالمية في الصين قد ثمنت جلد الحمار بأكثر من 470 دولارا أميركيا، أي نحو 7500 جنيه مصري، فيما سعر الحمار كاملا في مصر يتراوح بين ألفين و2500 جنيه.
والعام الماضي، نقل موقع الجزيرة نت عن رئيسة شعبة البحوث البيطرية في المركز القومي للبحوث الدكتورة منى سعيد قولها أن التصدير للصين رغم كبر حجمه ليس المسؤول الوحيد عن ذبح الحمير.
واوضحت سعيد ان هناك كثيرا من مصانع مستلزمات الحلويات التي تستخدم الجلود في إنتاج الجيلاتين الذي يعد بديلا رخيصا للسكر الذي يدخل في تصنيع الحلويات، خاصة الكيك والكرز الصناعي.
واضافت أن اليابان دخلت هي الأخرى على خط استيراد جلود الحمير، حيث تستخدمها في صناعة مستحضرات التجميل كون دهون جلد الحمير زيتية سائلة، وتستخلص منها كذلك دواء لمعالجة تجاعيد الوجه والجسم وصناعة الواقيات الذكرية.
ورفض أكثر من صاحب مصنع حلويات التعليق على فكرة استخدام الجيلاتين المستخرج من جلد الحمار في تصنيع الحلوى، قائلين إنهم لا يريدون المساهمة في انتشار معلومة يروج لها الإعلام والقنوات من أجل جذب المشاهدات.
وجراء عمليات الذبح السرية هذه، تراجع إجمالي عدد الحمير في مصر من 3.2 ملايين رأس في عام 2014، ليصبح الآن مليون رأس فقط.