نطمئن عندما نقرأ اسم توفيق محمود كريشان وزيرا في أية تشكيلة حكومية. فالرجل «منا وفينا»، من أعماق شعبنا النبيل، متواضع، خفيف دم وصاحب نكتة، حلال مشاكل، صاحب قرار، ديمقراطي، «له قول» ورأي وطني، في كل ما يطرح أمامه من مشكلات وتوجهات.
والرجل أمين على الموقع الذي يشغله وعلى مصالح الأردنيين، وهو من أكثر الشخصيات التي أقسمت لشغل مناصب.
كنا نسهر معا في نادي خريجي جامعة بيروت العربية الذي يرأسه منذ المئوية الأولى، نلعب «الهَند» مع معالي عبد الكريم الملاحمة وعطوفة عبد الكريم أبو الهيجا، وقليلا ما كان ينغلب.
وزاملت الخال توفيق باشا كريشان في مجلس النواب الثاني عشر 1993-1997، وكان نموذجا في التكتكة والتركيب والفكفكة.
وعملت مع توفيق كريشان نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية، عن قرب شديد، وتماثل كبير، وتنسيق وطني، في حكومة دولة الدكتور القوي الأمين، بِشر هاني الخصاونة.
كنت أجلس على يمينه، في اجتماعات لجنة الخدمات المهمة، وكنت لا أرى توفيق باشا، إلا وهو متأبط ملفا من فئة 10 كيلوغرامات، يفتحه فإذا به «مرشوم رشم» بالملاحظات التي دوّنها ليلاً على أوراق الملف الكثيرة المتنوعة.
في معان، أول الصحافة، حيث أسس الأمير عبدالله بن الحسين جريدة «الحق يعلو»، عشت بضعة اعوام، في كنف أخوالي المعانية، الفرسان، أهل الجردا.
كنا نغني ونحن أطفال لمحمود باشا والد توفيق:
«محمود باشا كريشان،
يا شمعة الديوان».
كتب لي الزميل أحمد شاكر الخانجي معلومة مهمة جدا هذا نصها:
«عمي المرحوم عبد اللطيف شاكر، والمرحوم محمد الأنسي، هما من أصدرا جريدة «الحق يعلو» في معان، وكانت تكتب بخط اليد».
في مؤتمر الصحفي، الذي استعرض فيه يوم أمس خطة الوزارة للترويج لانتخابات مجالس المحافظات والبلدية، ناشد الباشا أبناءه وبناته الشباب، أن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع، مؤكدا على أن ارتفاع نسبة التصويت تعني تمثيلا أعمق وأدق،
وتؤدي إلى التخفيف من تأثير المال السياسي.
يقول المثل الانجليزي المُعبّر عن المطلوب: «البرلمان السيئ، ينتخبه الناخبون الجيدون، الذين لا يذهبون إلى صناديق الاقتراع».