صحيح أن رئيس الوزراء هو من يتحمل مسؤولية سفر خالد شاهين بحكم أنه صاحب الولاية العامة خاصة وأن القضية التي حكم فيها على خالد شاهين هي قضية رأي عام بامتياز وهي من المرات القلائل التي يتم فيها الحكم على شخصيات بهذا الحجم من مسؤولين وأصحاب رأس مال، إلا أن "بخيتنا" لم يكن لديه الكثير من الخيارات في ظل موافقة وزيري العدل والداخلية على سفره باعتبار أن " حياة الإنسان أهم من كل شيء ".
وصحيح أن وزيري العدل والداخلية مسؤولان مسؤولية مباشرة عن سفر خالد شاهين إلا أن قرارهما لم يكن له من بد في ظل موافقة وزير الصحة على سفره نتيجة للظروف الصحية التي يمر بها الرجل. وصحيح أيضأ أن وزير الصحة مسؤول مسؤولية مباشرة جداً عن سفر شاهين إلا أنه لم يستطع أن يرفض الموافقة على سفره مع وجود تقرير من اللجنة الطبية الحكومية يفيد بضرورة سفر هذا الرجل.
وصحيح أيضاً وأيضاً أن اللجنة الطبية الحكومية مسؤولة مسؤولية مباشرة جداً جداً عن سفر خالد شاهين إلا أنها لا يمكن أن ترفض تقريراً وقّع عليه عشرة من أشهر استشاريي الوطن في المجال الطبي. وصحيح أن الاستشاريين مسؤولون مسؤولية مباشرة جداً جداً جداً عن سفر خالد شاهين إلا أنهم كانوا في وضع لا يمكن معه منع سفر الرجل في ظل الفحوصات المخبرية التي وصلتهم.
وحتى نكون منصفين فالفحوصات المخبرية لم تكن لخالد شاهين، بل قام المراسل باستبدالها بفحوصات مريض آخر، وذلك كون هذا المراسل كان " معصب جداً ومش شايف الضّو" فقام باستبدال التقارير سهواً . وتعود عصبية الرجل كونه لم يستطع النوم ليلتها نتيجة لعراك مع زوجته التي تطالبها بتغيير نوع "الحفاضات" التي تستعملها لطفلهما.
وكي لا نظلم المرأة، فإنها على الرغم من مسؤوليتها المباشرة عن سفر خالد شاهين نتيجة للتنغيص على زوجها الذي "بطّل يشوف الضّو" ونقل التقارير سهواً، إلا أن هذه المرأة وقعت ضحية حفاضات تسّرب ال " ..... "، وتؤدي إلى احمرار لجلد طفلها ما يجعله يبكي طوال الليل.
بصراحة يا جماعة، بعد كل هذا أنا عرفت مين بيتحمل مسؤولية سفر خالد شاهين: أكيد مش رئيس الوزراء ولا وزير العدل أو الداخلية أو الصحة أو اللجنة الحكومية الطبية أو لجنة أطباء القطاع الخاص أو المراسل أو زوجته أو ابنه و"صماته" ...... بصراحة الحق كل الحق على ال " ... " ..... والحدق يفهم.
فاخر دعاس
23 حزيران 2011