زاد الاردن الاخباري -
دعت المانيا رعاياها في اوكرانيا السبت، الى المغادرة "بشكل عاجل"، فيما هدد حلف شمال الاطلسي روسيا بأنها ستواجه مزيدا من قوات الحلف على حدودها في حال عدم توقفها عن "الاستعداد للحرب".
وقالت وزارة الخارجية الألمانية في تنبيه نشرته على موقعها: "تم إصدار تحذيرات من السفر إلى أوكرانيا، ويوصى المواطنون الألمان بشدة بمغادرة البلاد بشكل عاجل".
وفي غضون ذلك أعلنت شركة لوفتهانزا للطيران الألمانية أنها قررت وقف كل رحلاتها الجوية من وإلى العاصمة الأوكرانية كييف من 21 إلى 28 فبراير.
كما نصحت وزارة الخارجية النمساوية جميع مواطنيها في أوكرانيا بمغادرة البلاد باستثناء منطقها الغربية.
وتأتي هذه الإجراءات على خلفية تصاعد حاد للتوتر في شرق أوكرانيا حيث ازدادت وتيرة الأعمال القتالية بين جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين ذاتيا من جهة وقوات الحكومة في كييف.
وتتفاقم الأوضاع في المنطقة تزامنا مع ادعاءات الدول الأعضاء في الناتو أن روسيا تحشد قوات كبيرة تجاوز تعدادها 100 ألف عسكري قرب الحدود مع أوكرانيا "تمهيدا لشن عملية غزو جديدة" للأراضي الأوكرانية.
وأكدت الحكومة الروسية مرارا أنه لا نية لها لشن أي عملية على أوكرانيا، مشددة على أن كل التقارير التي تتحدث عن ذلك كاذبة، معتبرة ان الغرض من هذه الادعاءات يتمثل في تصعيد التوتر في المنطقة وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا استعدادا لعقوبات اقتصادية جديدة وتبرير توسع الناتو شرقا، الأمر الذي تعارضه موسكو بشدة قائلة إنه يهدد الأمن الروسي.
قوات الناتو
وفي سياق متصل، هدد الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبيرغ، روسيا بأن تواجه مزيدا من قوات حلف شمال الأطلسي في حال عدم توقفها عن "الاستعداد للحرب".
وقال ستولتنبيرغ، في كلمة ألقاها اليوم السبت خلال مؤتمر ميونيخ للأمن: "لو تريد روسيا تفريقنا فإنها ستحصل عمليا على عكس ذلك، إنها ستواجه حلف شمال الأطلسي الذي سيكون أكثر تماسكا. ولو تريد روسيا أقل عدد من قوات الناتو على حدودها، فإنها ستحصل عكس ذلك أيضا، إنها ستواجه مزيدا من الناتو".
ودعا ستولتنبيرغ مع ذلك روسيا إلى سحب قواتها عن الحدود مع أوكرانيا وبدء مفاوضات دبلوماسية بهدف تسوية الأزمة الراهنة.
وصرح: "لم يفت الأوان بعد على روسيا للتراجع والتوقف عن الاستعداد للحرب وبدء مفاوضات دبلوماسية مع حلف شمال الأطلسي والحلفاء في الناتو من أجل إيجاد حل سياسي".
كما أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن السبت، أن الولايات المتحدة مستعدة لإرسال قوات إضافية إلى شرق أوروبا لـ"تعزيز أمن" أعضاء حلف الناتو، في حال تصاعد التوتر حول أوكرانيا.
وأكد أوستن: "نتحمل بأكبر قدر من الجدية التزاماتنا أمام الناتو والحلفاء. لقد أرسلنا قوات أمريكية إضافية إلى الشرق لتقوية حلفائنا في الناتو وتم وضع الآلاف في حال الجهوزية للنقل إذا لجأ الناتو إلى إشراك قوات الاحتياط التابعة له".
ماذا يريد بوتين
وعرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين بهدف منع أي غزو روسي لبلاده.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر ميونيخ للأمن "لا أعرف ما الذي يريده الرئيس الروسي، لهذا السبب، أقترح بأن نلتقي".
بذات المناسبة، طالب زيلينكسي بإطار زمني "واضح" لانضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي، في ظل تزايد المخاوف من غزو محتمل لبلاده من قبل روسيا التي ترفض بشدة انضمام كييف الى التحالف العسكري الغربي.
وقال: "ما الذي يمكننا القيام به؟ يمكننا دعم أوكرانيا وقدراتها الدفاعية بقوة" عبر "تقديم.. جداول زمنية واضحة وعملية لانضوائها في الحلف".
وشدد على أن أوكرانيا "درع" أوروبا في وجه الجيش الروسي وبالتالي تستحق دعما دوليا أكبر.
وأكد "على مدى ثماني سنوات، كانت أوكرانيا درعا. على مدى ثماني سنوات، كانت أوكرانيا تصدّ جيشا يعد بين الأكبر في العالم"، في إشارة إلى النزاع بين كييف والانفصاليين المدعومين من موسكو في الشرق.
وتطالب موسكو بضمانات خطية بعدم السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى الحلف الأطلسي وبأن يسحب الحلف الذي تقوده واشنطن قواته المنتشرة في شرق أوروبا إلى المواقع التي كان يتواجد فيها قبل عقود.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الأوكراني أنّ اثنين من عناصره قتلا في هجمات وقعت السبت في شرق البلاد عند خطّ الجبهة بينه وبين المتمرّدين المدعومين من موسكو.
وقالت قيادة الجيش المسؤولة عن النزاع ضدّ الانفصاليين في الشرق "أصيب جنديان أوكرانيان بجروح مميتة جرّاء الشظايا الناجمة عن قصف" في المنطقة.