هو يوم الجمعة وبعد صلاة الظهر ينتظرون في معان والطفيلة والكرك وذيبان وفي البادية الشمالية ، وعلى الدوار الرابع ، ويبدء الهتاف ضد الحكومة وضد الفساد وطول اليد على المال العام ، وحكاية الكازينو وحكاية خالد شاهين ، وحكاية توسعة المطار ، وحكاية اتحاد العمال ، وحكاية جر مياه الديسه ، وحكاية العفو العام المنقوص برغبة الحكومة وليس الملك ، وحكاية مشروع سكن كريم لمواطن لم يعد كريم ، وحكاية اموال البورصة ، وحكاية مشروع العبدلي وغيرها من هياكل الاسمنت التي شوهت البلد ولم تنجز الى الأن ، وحكاية الهيئات المستقلة وهيكلتها ، وحكايةالتلاعب بمجلس النواب كما تريد الحكومة.
مع وجود كل هذه الحكايات في البلد والاصوات التي تنادي ، لازالت الحكومة تصدق نفسها أنها قادره على إسكات هذه الاصوات بكمية قليلة من الكلام المعسول في مؤتمر صحفي أو لقاء مع كتاب أعمدة ورؤساء تحرير صحف أو مواقع الكترونية ، كل هذه المحاولات للتلاعب بوقت وعمر المواطن تنتهي بعد صلاة ظهر يوم الجمعة لأن الاصوات تخرج من الأغلبية في المجتمع تطالب برحيل الحكومة وإيقاف كل أموال البلد بغير وجه حق ، والتطاول على مكتسبات الأخرين من خلال المحسوبية والواسطة .
ومع ذلك يبدو أن حكومة البخيت لاتزال تعتقد أن كلمة رحيل أو سقوط أو مغادره ، كلمات لاتمت للمجتمع الاردني بصلة ، وهي غريبة عنه ، وبالتالي فهو غير معني بتصديقها .
إذا نحن بحاجة لكلمة من قلب الوطن وتراثه وثقافته ، وكلمة تحدث صداها في أّذن دولة الرئيس ، ومعناها واضح وضوح الشمس ،وفي جمعة واحدة ولتكن الجمعة القادمة يلتم بها شمل الوطن من الشمال إلى الجنوب إلى الوسط وبصوت واحد نقولها ..وبصوت واحد نقول : .. شي غاد يا حكومة ..والله يرحم ايامك يا ابو عواد ..!!