يبدو ان عقلية القلعة مازلت حاضرة فى الاستراتيجية الردعية الاسرائيلية بل واخذت هذه الاستراتيجية بتطوير وسائلها لتستجيب للمتغيرات الميدانية والسياسية الناشئة مع الابقاء على نموذج
عقلية القلعة قائمة فى منهجية العمل الاحترازية وان تنوعت وسائلها او تعددت سياساتها لكن منهجية العمل وطريقة التفكير بكيفية التحصين بقيت تقوم على البرنامج الامني و نوعية برامج العمل مازالت تبتعد ان السياسة ولغة الحوار فى جوهرها العام ومازلت مساحة التحرك تراوح بين الامن الناعم والامن الفض حسب مقتضيات التغير الذى طرا على البيئة المحيطة.
ان منهجية القلعة التى انشأها شارون لوقف العمليات الميدانية كانت قد افشلتها المقاومة الفلسطينية عندما غيرت انماط التصدى واساليب المقاومة الرافضة للاحتلال والحصار وكما ان منظومة الحائط الواقى الذى شيده نتياهو عبر القبة الحديدية لم يحقق جدوى واضحى بلا فائدة بعد امتلاك المقاومة ادوات عسكرية معززة وهو ما اظهرته حالة الاشتباكات الاخيرة والتى بدات باشتباكات سلمية فى حى الشيخ جراح وانتهت باشتباكات ميدانية بين غزة وتل ابيب كادت ان تؤدى لحرب اقليمية عالمية لولا تدخل الولايات المتحدة بورقة الضمانات الامنية .
ان امعان نفتالي بينت المؤيد من الادارة الامريكية الحالية بهذه المنهجية هو امر يثير الدهشة الى حد الاشمئزاز فلقد كان من المفترض ان يفكر نفتالي بينت خارج الصندوق ويعالج جوهر المشكلة لا ان يذعن بسياسية التمترس حول طريقة تفكير اثبت عدم جدواها فان التفكير بعقلية القلعة الحصينة لا ينسجم مع مسارات تطبيع العلاقات الاسرائيلية العربية التى تقوم بها حكومته كما ان هذا التفكير كان من المفترض ان يتم تطوير انماطه بحيث يكون تشاركيا ومشتركا مع بقية الاطراف الداخلة فى منظومة عمل (سيتكوم ) الامنية وهو الامر الذى كان يمكن ان يقدمه المخضرم غانتس للائتلاف الحكومي والى بيت القرار الامني واسرائيل تقوم باطلاق منظومة ردعية جديدة تقوم على زنار الليزر الواقي .
ان زنار الليز الواقى الذى سيبدا العمل به فى هذا العام وسنتهى منظومة عمله بالكامل عام 2025 وهو الزنار الذى يمكنة التعامل مع الصواريخ ايا كان مصدرها وذلك باطلاق ومضات ليزرية تقوم
بتدمير الصواريخ المرسلة قبل وصولها لنقطة الاستهداف وهى منظومة عسكرية متطورة لكن كان يمكن للادارة الامريكية التى تقود المشهد الاقليمي عبر سينتكوم ان لا تعطى هذه التكنولوجيا المتطورة لاسرائيل وحدها فالاردن ايضا يتعرض لهجمات يومية تسعى لتهريب المخدرات والاسحلة تجاة العمق العربي فى الخليج الذى اصبح حالة مستهدفة يجب تامين منافذة ومعابرة الحدودية بما يحقق للجميع الامن والسلم المستهدف وهو ما يتصدى الاردن لمنع وقوعه وفق منظومته الردعية من هنا تاتى اهمية اعطاء الاردن لهذه المنظومة خدمة لكل مجتمعات المنطقة بما فيها اسرائيل التى لا تعتبر وحدها نقطة حدود تماس كما تدعي بل الاردن يشاركها هذا الجانب الامني والعسكري وفق المعطيات الاقليمية والدولية السائدة وهذا ما يلزم منظومة عمل سنتكوم بتقديم للاردن منظومة الزنار الواقى .