زاد الاردن الاخباري -
التهمت نيران مجهولة المصدر عشرات المنازل في إحدى القرى التابعة لولاية كسلا شرق السودان، وسط روايات الأهالي عن ”ضلوع الجن في إشعال الحرائق المتتالية“.
وبحسب سكان من قرية ”قريقس“ قرب مدينة حلفا الجديدة بولاية كسلا، تحدثوا لـ“إرم نيوز“ فإن النيران التي بدأت يوم الخميس الماضي، واستمرت حتى اليوم الثلاثاء، التهمت 25 منزلا بات سكانها الآن يقيمون في خيام مؤقتة.
وتبعد منطقة ”قريقس“ نحو 600 كيلومتر من العاصمة السودانية الخرطوم، ويقطنها سكان يمتهنون الرعي والزراعة.
وقال يوسف محمد العبيد، أحد سكان المنطقة، لـ“إرم نيوز“ إن النيران تندلع على نحو مفاجئ وسريعة الانتشار فشلت معها جميع محاولات الإطفاء في إنقاذ أي منزل شبت فيه، ما جعل السكان يائسين في إنقاذ المنازل التي تشتعل فيها النيران.
وذكر أن ”الأسباب غير واضحة، لا توجد كهرباء في المنطقة، كما أن السكان جميعهم أسر مترابطة، ولم نرصد أي شبهة تفسر الأمر بأنه بفعل فاعل“.
وأوضح العبيد أن سكان المنطقة جلبوا شيوخا من حفظة القرآن الكريم وبدأوا يقرأون الآيات في محاولة لطرد الجن بعد أن استقر الرأي على أنه وراء اشتعال النيران.
وأضاف أن ”هنالك شواهد على صحة مزاعم وقوف الجن وراء النيران، منها أن النيران تتمدد عكس اتجاه الرياح، كما أنها تنتقل من منزل إلى آخر في شكل كتل بسرعة فائقة كأنها مقذوف آلي، فضلا عن أن بعض الشيوخ قالوا إنهم شعروا أثناء تلاوة القرآن بما يؤكد وجود الجن“.
وأرسلت السلطات المحلية في ولاية كسلا عربة مطافي لمساعدة السكان على إخماد النيران، ولكنها فشلت في إنقاذ أي منزل شب فيه الحريق، كما أرسلت السلطات خياما ومعدات إيواء مؤقتة للمتضررين.
من جهته قال مروان محمد، أحد سكان القرية، لـ“إرم نيوز“ إن والي ولاية كسلا وعددا من المسؤولين زاروا المنطقة ووقفوا على الأحداث، وعرضوا على المواطنين الترحيل من القرية بيد أن السكان لا زالوا متمسكين بأراضيهم.
وأشار مروان إلى حوادث مشابهة وقعت في الموقع نفسه حيث تعرض في العام 1960 لحرائق مجهولة ما أجبر السكان على الرحيل عن المكان.
وتابع ”السكان الحاليون استقروا في هذا المكان قبل نحو 40 عاما مضت، وقد تعرضوا قبل سنتين لحرائق مشابهة لكنها قليلة التأثير، كما اشتعلت النيران في بعض المنازل قبل شهور، غير أن هذه المرة تمددت بشكل كبير، وجميعها تشترك في أنها مجهولة المصدر“.
وتعد ظاهرة النيران المجهولة والتي يزعم السكان المحليون أن سببها الجن، متكررة في السودان، حيث سبق والتهمت حرائق مشابهة عشرات المنازل في مناطق متعددة بإقليم كردفان، غرب العاصمة الخرطوم.
ودعا ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ”العلماء في الجيولوجيا والكيمياء والفيزياء، بحانب علماء الدين والمختصين في تفسير الظواهر الكونية“ إلى التعامل مع ظاهرة الحرائق المجهولة بشكل جاد، خاصة أنها تكررت في عدد من مناطق السودان.
ويشير البعض إلى أن منطقة ”قريقس“ بحلفا الجديدة، تقع في نطاق الحزام الآمن من موجات الهزات والارتدادات الأرضية التي تنتج عنها ظواهر الحرائق التي تدمّر الغابات وتثير حرائق واسعة ومحدودة النطاق.