سرية الحسابات المصرية في سويسرا مضبوطة لا يمكن كسر شيفرتها والوصول اليها. والوصول إلى حساب واحد فقط، عملية شاقة تقتضي تعاون أطراف عدة، عددها اكثر من أصابع اليدين، كما أخبرني أحد العريقين في العمل المصرفي والأمني.
والوضع أصعب وأكثر تعقيدا من «جينيوم» الخلايا السرية في أجهزة المخابرات الدولية، التي تغطي عملاءها بألف غطاء.
كيف تمكن المُبلّغُ من الوصول إلى آلاف الحسابات السرية، في بنك سويسري هو من أعرق بنوك العالم، في تقاليد الحفاظ على السرية، ومن اكثرها غموضا وتحوطا وأمانا.
سيظل هذا اللغز لغزا، كما هو لغز اغتيال الرئيس الأمريكي جون كنيدي، الغارق في الغموض منذ 60 سنة !!
ولغز انتحار أو نحر أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي سقط، أو دفعه «جهازٌ ما» إلى الهاوية، من شرفة منزله في مجمّع كارلتون لندن سنة 2007، والذي ما يزال أمره وسيظل قيد التكهن، فيما إذا كان عميلا مزدوجا لمصر وإسرائيل، أم كان جاسوسا للموساد الإسرائيلي ؟!.
ومن الغرائب والعجائب أن «المُبلّغ» الذي يُضحّي بعمله، ويعرّض نفسه للسجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، يتمكن من الوصول إلى حسابات عدد من الزعماء العرب، ومنهم حساب الملك عبد الله، ولا يتمكن من الوصول إلى حسابات معظم الزعماء العرب ذات التسعة أصفار وأكثر !!
وعلى رأى إخواننا السوريين «شي بحط الأَعِل بالكف».
المَراجع الوطنية، الذين افتوا بأن الملك والأردن ليسوا مستهدفين، واستخفوا بحجة استهداف الملك والأردن، التي تقف وراء النبش والتسريب، أفيدونا لماذا هذا التسريب الآن، وقبل الآن وسيستمر بعد الآن.
افيدونا لماذا استهدف نتنياهو وتابعه ترامب وصبيهما كوشنير، الأردنَ والملكَ عبد الله.
هل اذكركم بـ(كلا) الملك عبد الله، التي أطلقها في الزرقاء وبعد الزرقاء، وفي عز دين المؤامرة، حين قال: «القدس خط أحمر، كلا على القدس، كلا على الوطن البديل، كلا على التوطين».
ألم تكن تلك الصرخة عنوان مرحلة وجدار حماية للأردن وللشعب العربي الفلسطيني والقدس، من تغوّل مشاريع الاستسلام وصفقة القرن ؟.