بينو بابا و جيش الحرامية
أكاد أتخيل منظر هذا الرجل جالساً متعباً منهكاً وراء مكتبه المتكدس بمئات القضايا المشمعة بالشمع الأحمر المختومه بكلمة ممنوع الإقتراب أو حتى التصوير، يجلس ويداه تعتصبان رأسه الذي تدوربه دوامات وتتقاذفه أفكار وأحلام عن إنجازات وتعهدات لم يحققها ولن يستطيع الإيفاء بها.
إن المنقذ بينو يقف حائراً بسفينته وحيداً أمام أمواج عاتية وحصون شامخة وسلاسل متراصة لا يعرف كيف يخترقها أو حتى يصمد بوجهها وقد أتت الرياح بما لا يشتهي، فقد ظن بداية بأن تقليده لهذا المنصب جاء من باب مكافأة نهاية الخدمة ولإشغال النفس وتغيير الجو واستبدال كرسي البيت بكرسي المسؤولية كما جرت العادة في توزيع المناصب في دولتنا الأردنية الفذة فإذا به أمام قضايا متراكمة وغسيل قذر كوم منذ سنوات ومطلوب منه أن ينظفه وبوقت قصير فأدرك حينها حجم المأزق وهول المفاجأة.
أشعر ويشعر الجميع بعجز الرجل وتأزم وضعه ولا أعرف كيف يواجه هذا الفشل وكيف يخطط للخروج من هذا الوضع المحرج لأي إنسان عادي فكيف برجل ينتظر منه الكثير خاصة من قبل الحالمين والواهمين بأن هنالك إصلاح يتحقق أو قادم، لا أعرف شعوره وقد استخدمت الحكومة دائرته كأداة ووسيلة لكسب الوقت والالتفاف على الإصلاح وتنفيس احتقان الشارع وخداع البسطاء والساذجين وجعلهم ينتظرون قطار مكافحة الفساد الذي لم ينطلق وما زالت سكته مليئة بالمعوقات وسائقه لا يقوى على قيادته ومنتظريه من الفاسدين ملوا من الانتظار وأيقنوا عدم قدومه واحتفلوا بنجاحهم بإعطابه وايقاف انطلاقه وانصرفوا ليكملوا مابدأوه ولينقضوا على ماتبقى من حطام الدولة.
وبخروج الوزير السابق الدباس في مؤتمره الصحفي الأخير والذي بالإضافة لكشفه فيه خفايا الكازينو وتفنيد أقوال البخيت بعدم معرفته بملف التوقيع على الكازينو أقر بأن الهيئة قامت بالتحقيق معه لمدة يومين نافياً بذلك ما قاله السيد بينو بأن الهيئة لم تحقق مع وزراء بعد أن أدرك السيد بينو بأنه لا يجوز للهيئة أصلاً التحقيق مع وزراء فنفى حدوث التحقيق وبذلك يكذب الدباس الهيئة ويقول بأنها لم تقل الصدق و ليست محل ثقة وهي من يرتجي منها الشعب اعادة جزء من الثقه المفقودة بكل مؤسسات و مسؤولي الدوله ...... لا أعرف كيف لنا أن نثق بمثل هذه الهيئات والرؤساء وطرق اختيارهم بعد كل ما حصل ويحصل ؟؟؟؟؟
انتصر علي بابا على الحرامية في قصته الأسطورية وعجز بينو بابا عن الامساك بحرامي واحد في قصته الحقيقية والواقعية والتراجيدية ذات النهاية المأساوية !